يمكن أن يُنصب الفعل المضارع في حال سُبق بحرف من حروف النصب، وهي: (أن، لن، كي، إذن، لام التعليل، لام الجحود، لام العاقبة، حتى، فاء السببية، وواو المعية...)، ولكن هذا المقال سيقتصر الحديث عن الفعل المضارع المنصوب بأن المضمرة.
نصب الفعل المضارع بأن المضمرة
فيما يلي الحالات التي يُنصب بها الفعل المضارع بأن المضمرة:[١][٢][٣][٤]
وجوب نصب الفعل المضارع بأن المضمرة
يبيّن الجدول التالي الحالات التي ينصب بها الفعل المضارع بأن المضمرة وجوباً:
الحالة | مثال |
بعد لام الجحود (وهي حرف جر، وشرطها أن تسبق بـ "كان" أو "يكون" المنفيين) | قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ).[٥]
ما كنتَ لتتكاسل |
بعد فاء السببية (وهي التي تفيد بأنّ ما قبلها سبب لما بعدها، ويُشترط بها أن تُسبق بنفي أو طلب بما فيه استفهام وتمنّي وترجّي،...) | هل تمطرُ السماءُ فتُخصِب الأرضُ؟ قوله تعالى: (يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما).[٦]
|
بعد واو المعية (أي الواو التي بمعنى مع، وهنا تفيد المصاحبة، أي أنّ ما قبلها وما بعدها يحدثان معاً، وشرطها كشرط فاء السببية) | أأمدحُك وتذمًني زرْني وأكرَمك |
| بعد حتى الجارّة ( وشرطها أن يكون الفعل المضارع بعدها دالّاً على المستقبل) وقد تكون بمعنى (إلى) وقد تكن بمعنى (لام التعليل) | قد تكون بمعنى (إلى): قوله تعالى: (قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى)[٧]
تنام حتى يُشرق الصباح |
| وقد تكن بمعنى (لام التعليل): أكرم أبويكَ حتى تفوزَ برضاهما | |
| وقد تكن بمعنى (إلّا): ليس العطاء من الفضولِ سماحةٌ *** حتى تجودَ وما لديكَ قليلٌ | |
| بعد أو العاطفة | قد تكون بمعنى (حتى): لأَستَسهلنَّ الصعبَ أو أُدركَ المنى *** فما انقادت الآمالُ إلّا لصابرٍ |
| قد تكون بمعنى (إلّا): ستنجحُ أو أن تتكاسلَ |
جواز نصب الفعل المضارع بأن المضمرة
يبيّن الجدول التالي الحالات التي ينصب بها الفعل المضارع بأن المضمرة جوازاً:
الحالة | مثال |
بعد لام السببية، وتسمى لام التعليل (يكون ما بعدها سبباً لما قبلها) | درسَ الطالبُ لينجح (أي؛ لكي ينجح) حضرتُ لأستفيدَ أدرسْ لئلا (لأن لا) ترسبَ في الامتحان. |
بعد لام العاقبة أو الصيرورة (يكون ما بعدها عاقبة أو نتيجة لما قبلها) | سرق اللص ليدخل السجن (هنا كانت عاقبة السرقة دخول السجن) ربّى الوالدان ابنهما ليعقُهما عند الكِبَر |
بعد الواو، والفاء، وثمَّ، وأو العاطفات (هنا يُشترط أن يكون ما قبلها اسماً صريحاً) | قوله تعالى: (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب).[٨]
أتُعجِبك الحياةُ وتذل. أُفضّلُ الموتَ أو أعيشَ عزيزاً. لا يقبلْ الكريمُ الجُبْنَ ثمَّ يسلمَ |
إعراب الفعل المضارع المنصوب بأن المضمرة
ينصب الحرف (أن) الفعل المضارع ظاهراً، أو مضمراً، ومن الجدول السابق يمكن ملاحظة أنّ إضمارها قد يكون جائزاً أو وجوباً، وتوضح الأمثلة التالية كيفية إعراب الفعل المضارع المنصوب بأن المضمرة في الحالتين:
الجملة | الإعراب |
ندخلُ المدارسَ لنتعلّمَ فيها | ندخلُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره (نحن). المدارسَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. لنتعلّمَ: (اللام) حرف جر للتعليل. نتعلّمَ: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة جوازاً، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والمصدر المؤول من (أن المضمرة وما بعدها ) في محل جر بحرف الجر لام التعليل. فيها: (في) حرف جر، و(الهاء) ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر. |
أتُعجبكَ الحياةُ وتذلَّ | الهمزة: حرف استفهام مبني على الفتحة، لا محل له من الإعراب. تعجبُك: (تعجبُ): فعل مضارع مرفوع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، و(الكاف) ضمير متصل مبني على الفتحة في محل نصب مفعول به مقدم. الحياةُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. الواو: حرف عطف. تذلَّ: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة جوازاً، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والمصدر المؤول من (أن المضمرة وما بعدها) في محل رفع بالعطف على الحياة. |
قوله تعالى: (لا يُقضى عليهم فيموتوا).[٩]
| لا: حرف نفي مبني على السكون. يُقضى: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر، والفاعل ضمير مستتر. عليهم: على حرف جر، و(هم) ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر. الفاء: حرف عطف وسببية. فيموتوا: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوباً، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. |
ما كنتَ لتتكاسلَ | ما: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب. كنت: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسم كان. اللام: لام الجحود. تتكاسلَ: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوباً، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره (هو)، والمصدر المؤول من (أن المضمرة وما بعدها) في محل جر بحرف الجر اللام. |
أسلمتُ حتى أدخلَ الجنة | أسلمتُ: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. حتى: حرف غاية وجر مبني على السكون. أدخلَ: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره (أنا)، والمصدر المؤول من (أن المضمرة وما بعدها) في محل جر بحرف الجر حتى. الجنةَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. |
لا تنهَ عن خلق وتأتيَ مثله | لا: الناهية تنهَ: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت. عن خلق: جار ومجرور. و: واو المعية. تأتيَ: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وعلامة نصبه الفتح. |
أمثلــة تدريبيــة
المثال التدريبي الأول: بيّن سبب جواز أو وجوب نصب الفعل المضارع بأن المضمرة في الجمل التالية:
الجملة | (جواز / وجوب) النصب | السبب |
جئتُ لأزوركَ | جواز النصب | لأنّه جاء بعد لام التعليل |
لم تكن لتكذبَ | وجوب النصب | لأنّه جاء بعد لام الجحود |
يأبى التاجرُ الأمين الغشَّ ويربحَ | جواز النصب | لأنّه جاء بعد واو العطف اسم صريح. |
جاركَ غير مقصَّرٍ فتلومَه | وجوب النصب | لأنّه جاء بعد فاء السببية |
مثال (2): أعرب/ي الجمل التالية:
الجملة | الإعراب |
ما كنتُ لأقضيَ إلا بالعدلِ | ما: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب. كنت: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسم كان. اللام: لام الجحود. أقضيَ: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوباً، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنا)، والمصدر المؤول من (أن المضمرة وما بعدها ) في محل جر بحرف الجر اللام. إلا: حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب. بالعدل: (الباء) حرف جر، و(العدل) اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. |
ذهبتُ إلى البحرِ لِأسبحَ | ذهبتُ: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل المتحركة، وتاء الفاعل هي ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. إلى: حرف جر. البحر: اسم مجرور بـ إلى، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. اللام: حرف جر وتعليل. أسبحَ: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة جوازاً، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا، والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل المنصوب بعدها في محل جر بحرف الجر. |
سألزمنّك أو تعطيني حقي | سألزمنكَ: (السين) حرف تنفيس دال على الاستقبال مبني على الفتح، ألزمنّك: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره (أنا) و(الكاف) ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. أو: حرف عطف بمعنى إلى أن مبني على السكون. تعطيني: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت والنون للوقاية المقدرة والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول. حقي: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وهو مضاف والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة |
المراجع
- ↑ علي الجارم، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، صفحة 135-142. بتصرّف.
- ↑ محمد عيد، النحو المصفى، صفحة 352-371. بتصرّف.
- ↑ إبراهيم إبراهيم بركات، النحو العربي، ج 3، صفحة 39-86. بتصرّف.
- ↑ جوزيف الياس، جرجس ناصيف، الوجيز في الصرف والنحو والإعراب، صفحة 135-139. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:168
- ↑ سورة النساء، آية:73
- ↑ سورة طه، آية:91
- ↑ سورة الشورى، آية:51
- ↑ سورة فاطر، آية:36