يُعرَّف المصدر بشكلٍ عام على أنّه اسم معنى يدل عليه الفعل المأخوذ منه مجرّداً من الزمان، كما يمكن تعريفه على أنّه ما دلَّ على حدث بلا زمن، كما في (العلم، الشجاعة، الإقبال)، وقد سمّي المصدر بهذا الاسم لأنّه أصل الأفعال والمشتقات (أي؛ مصدرها).[١]


أنواع المصادر

المصادر نوعان، مصدر صريح، ومصدر مؤول، وفيما يلي توضيح لكلٍّ منهما:


1- المصدر الصريح

المصدر الصريح هو المصدر الذي يحتوي على دلالة مباشرة أي صُرِّح به دون الحاجة إلى التأويل، وهو ينقسم إلى ستة أقسام، وهي كما يلي:


المصدر الأصلي

هو المصدر الذي اشتُقَّت منه الأفعال والمشتقات، كـ (اسم الفاعل، والصفة المشبّهة...)، وهو من حيث اشتقاق الأفعال نوعان، وهما مصادر الأفعال الثلاثية، ومصادر الأفعال غير الثلاثية، وفيما يلي توضيح لكلٍّ منهما:[٢][١]


  • مصادر الأفعال الثلاثية: لا يوجد قاعدة خاصة لها، وإنما الأغلب فيه السماع، وقد حاول علماء الصرف وضع بعض الضوابط التي تنطبق على فصائل معينة من الأفعال الثلاثية، ويبيّن الجدول بعضاً منها:


القاعدة
الوزن
مثال
ما دل على حرفة
فِعالة
صاغ - صياغة
ما دل على رفض وامتناع
فِعال
أبى - إِباء
ما دل على حركة واهتزاز
فَعَلان
فارَ - فَوَران
ما دل على مرض
فُعال
سعل - سُعال
ما دل على نوع من السير
فعِيل
دبَّ - دبيب
ما دل على نوع من الأصوات
 فَعيل أو فُعال
نعقَ - نَعيق
ما دل على لون
فُعلة
حمُرَ - حُمرة
ما دل على عيب
فَعَل
عرج - عَرَج
ما دل على معنى ثابت
فعولة
يبس - يبوسة


  • مصادر الأفعال غير الثلاثية: هي مصادر قياسية، وقد تكون الأفعال رباعية، أو خماسية أو سداسية، وفيما يلي توضيح لها:


يوضح الجدول التالي أوزان مصادر الأفعال الرباعية:


الحالة
الوزن
مثال
إذا ابتدأ الفعل بهمزة 
إفعال
أكرم - إكرام
إذا كان الحرف الثاني مضعفاً 
تفعيل
علّم - تعليم
إذا كان الحرف الثاني ألفاً
 فِعال أو مُفاعلة
ناضلَ - نِضالاً أو مُناضلة
إذا لم يستوف الفعل الشروط السابقة
فَعللة
دحرج - دَحرجة


يوضح الجدول التالي أوزان مصادر الأفعال الخماسية:


الحالة
المصدر
أمثلة
 إذا كان الفعل الخماسي على وزن (تفعلل) أو (تفعّل) أو (تفاعل)

مصدره يكون على وزن الفعل مع ضم الحرف الذي قبل الأخير
تدحرج - تدحرجاً
تمسكن - تمسكناً
في حال كانت لام الفعل معتلة، فإنّ المصدر يكون على وزن الفعل أيضا مع كسر الحرف الذي قبل الأخير
تمنّى - تمنّياً
تعالى - تعالياً
إذا كان الفعل على وزن (انفعل)
مصدره على وزن (انفعال)
انكسر انكساراً
انطلق انطلاقاً
إذا كان الفعل على وزن (افتعل)
مصدره على وزن (افتعال)
امتثل امتثالاً
ادّعى ادعاءً
إذا كان الفعل على وزن (افعلّ)
مصدره على وزن (افعلال)
احمرّ احمراراً
اسمرّ اسمراراً


يكون المصدر في الأفعال السداسية على وزن الفعل مع كسر الحرف الثالث وزيادة ألف قبل الحرف الأخير، ويوضح الجدول التالي أوزان مصادر الأفعال السداسية:


الحالة
المصدر
مثال
إذا كان الفعل على وزن (افعنلل)
مصدره يكون على وزن (افعنلال)
افرنقع - افرنقاعاً
إذا كان الفعل على وزن (افعلل)
مصدره يكون على وزن (افعلال)
اكّفهرّ - اكفهراراً
إذا كان الفعل على وزن (افعوعل)
مصدره يكون على وزن (افعوعال)
اعشوشب - اعشيشاباً
إذا كان الفعل على وزن (افعالّ)
مصدره يكون على وزن (افعيلال)
اخضارّ - اخضيراراً
إذا كان الفعل على وزن (استفعل)

مصدره يكون على وزن (استفعال)
استخرج استخراجاً
إذا كان الفعل معتل العين تُحذف الألف ويعوّض عنها بتاء في الآخر.
استشار - استشارة


مصدر المرّة

يعرّف مصدر المرّة (أو اسم المرّة) على أنّه اسم يتم صياغته بهدف الدلالة على حدوث الفعل مرة واحدة، وهو يُصاغ من الفعل الثلاثي وغير الثلاثي، ويبيّن الجدول التالي أوزانه وأمثلة عليه:[٣][٢][١]


نوع الفعل
الوزن
أمثلة
الفعل الثلاثي
فَعْلَة
ضَرَب – ضَرْبَة، سَجَدَ – سَجْدَة، مَشَى – مَشْيَة
الفعل غير الثلاثي

يصاغ من غير الثلاثي على وزن  المصدر الأصلي مع زيادة تاء في آخره
أَكْرَمَ – إِكْرَامَةً، تَظَاهَرَ – تَظَاهُرَةً، اِنْطَلَق – اِنْطِلَاقَةً، اِسْتَغْفَر – اسْتِغْفَارًا
في حال كان المصدر الأصلي منتهياً بتاء يوصف بكلمة (وَاحِدَة)
رَحِمَ – رَحْمَةً – رَحْمَةً واحدة
أَشَارَ – إِشَارَة – إِشَارَةً واحدة
اِسْتَشَارَ – اِسْتِشَارَةً – استشارةً واحدة


مصدر الهيئة

يعرّف مصدر الهيئة (أو اسم الهيئة أو مصدر النوع) على أنّه اسم يتم صياغته بهدف الدلالة على هيئة حدوث الفعل، ومصدر الهيئة لا يصاغ إلا من الفعل الثلاثي على وزن (فِعْلَة) بكسر الفاء، من أمثلته: جَلَس – جِلْسَةُ مريحة، مَشَى – مِشْيَةَ الْمُخْتَال.[٣][٢][١]


المصدر الميمي

المصدر الميمي هو اسم يدل على الحدث مجرداً من الزمن، وعلامته أن يكون مبدوءاً بميم زائدة، وهو يُصاغ من الفعل الثلاثي وغير الثلاثي، ويبيّن الجدول التالي أوزانه وأمثلة عليه:[٣][٢][١]


نوع الفعل
الوزن
أمثلة

الفعل الثلاثي
يُصاغ من الفعل الثلاثي على وزن مَفْعَل
ضَرَبَ – مَضْرَباً أي ضرباً
قام – مَقَاماً أي قياماً
إذا كان الفعل أوله واو فإن المصدر الميمي يكون على وزن مَفْعِل
وَعَدَ – مَوْعِداً أي وعداً
ولد – مَوِْلِداً أي وِلَاداً
الفعل غير الثلاثي
من غير الثلاثي على وزن اسم مفعوله (أي؛ بإبدال حرف المضارعة ميمًا مضمومة وفتح ما قبل الآخر)
انطلق – مُنْطَلقاً أي انطلاقاً
استغفر – مُسْتَغْفَرًا أي استغفاراً


المصدر الصناعي

المصدر الصناعي هو اسم منتهٍ بياء مشددة وتاء مربوطة، ويُصاغ بهدف الدلالة على الاتصاف بالخصائص الموجودة في هذا الاسم، ويمكن صياغته من الأسماء الجامدة والمشتقة على حد سواء، مثل: فضة - فضية (اسم جامد)، عالميٌّ - عالميّةٌ (اسم مشتق).[٣][٢][١]


اسم المصدر

يمكن تعريف اسم المصدر على أنه لفظ يدل على معنى المصدر، ولكنه ينقص عن حروف فعله لفظاً أو تقديراً، فاسم المصدر يطلق على المصادر التى تخرج عن قياسية المصدر، وهو يكون فقط في مصادر الأفعال الرباعية، وما هو أزيد منها، ويمكن الاستدلال على اسم المصدر من خلال معرفة دلالته على المصدر، مثلاً؛ الفعل أنبتَ - المصدر منه (إنبات)، ويكون اسم المصدر منه (نبات)، أعطى - إعطاء (مصدر) - عطاء (اسم المصدر)، أعان - إعانة (مصدر) - عون (اسم المصدر).[٤]


2- المصدر المؤول

المصدر المؤول هو النوع الثاني من المصادر، وهو لا يأتي صريحاً كما في المصدر الصريح، ويُعرَّف على أنه مصدر يتكوّن من حرف مصدري (يسمى موصولاً حرفياً) وجملة بعده (تسمى صلة الموصول الحرفي)، ففي جملة (يؤلم المعلم أن يرسبَ تلاميذه) يكون (أن يرسب) مصدراً مؤولاً، وفي حال أردنا تأويل الجملة السابقة بمصدر صريح فيمكننا أن نقول (يؤلم المعلم رسوب تلاميذه)، ويبيّن الجدول التالي الأحرف المصدرية (أو الموصلات الحرفية):[١]


الحرف المصدري
مثال
أنْ (تنصب الفعل المضارع)
أن تتعلّم خيرٌ لك، والتأويل (تعلّمك)
أنَّ (حرف مشبّه بالفعل)
أرى أنَّ العلم نافع، التأويل (نفْعَ العلم)
كي (تنصب الفعل المضارع)
يعملُ العامل لكي يكسب المال، والتأويل (كَسْب)
ما (المصدرية)
أنجزَ حرٌّ ما وعدَه، والتأويل (وَعْدَه)
لو (المصدرية)
(تأتي بعد ودَّ وأحبّ وما كان بمعناهما)
ودَّ الأسيرُ لو يطلقُ سراحه، والتأويل (إطلاق سراحه)
همزة التسوية (تأتي بعد كلمة سواء)
سواءٌ على الجاهل أأنذرته أم لم تنذره، التأويل (سواءٌ عليه إنذاره وعدمه)


عمل المصدر

يعمل المصدر عمل فعله بأن ينصب مفعولاً به، أو يرفع فاعلاً، أو غيرها مما يعمله الفعل سواء أكان معرّفاً بـ (أل)، أمْ مُضافاً، أمْ منوّناً، إذا صحَّ إقامة (أن – أو ما) المصدريتين مع الفعل مقامه، أو ناب مناب فعله، وفيما يلي أمثلة على إعراب المصادر:[٥]


الجملة
الإعراب
أعجبني فهمُ أحمد الدّرسََ
أعجبني: (أعجبَ) فعل ماض مبني على الفتح، و(النون) نون الوقاية، وهي حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، و(الياء) ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.
فهمُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.
أحمد: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلاً على أنّه فاعل للمصدر (فهم).
الدرسَ: مفعول به للمصدر (فهم) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
إعطاءٌ فقيراً كساءً صدقةٍ
إعطاءٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.
فقيراً: مفعول به أوّل للمصدر (إعطاء) منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.
كساءً: مفعول به ثاني للمصدر (إعطاء) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره، وهو مضاف.
صدقةٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جرة تنوين الكسر الظاهر على آخره.
أخوكَ كثيرُ الإتقان عملَهُ
أخوكَ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
كثيرُ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
الإتقانِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مصدر مقترن بأل يعمل عمل فعله، والفاعل ضمير مستتر تقديره (هو).
عملهِ: مفعول به للمصدر (الإتقانِ) منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.

ودَّ أبوكَ لو نجحتَ
ودَّ: فعل ماضِ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
أبوكَ: (أبو) فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنَّه من الأسماء الخمسة، و(الكاف) ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
لو: حرف مصدري مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
نجحتَ: (نجح) فعل ماض مبني على السكون لاتّصاله بتاء الفاعل، و(التاء) ضمير متصل في محل رفع فاعل، والمصدر المؤول (لو نجحت) في محل نصب مفعول به، وتقدير الجملة: (ودّ أبوك نجاحَك)


أمثلــة تطبيقيــة

مثال (1): اكتب/ي مصدر المرة للأفعال التالية:


الفعل
مصدر المرة
ضربَ
ضَربَة
سجدَ
سَجدَة
قال
قَولَة
سبَح
تَسبيحَة
أكرم
إكرامَة


مثال (2): أعرب/ي الجملتين التاليتين:


الجملة
الإعراب
أعجبني فهمك الدرسَ
أعجبني: (أعجبَ) فعل ماض مبني على الفتح، و(النون) نون الوقاية، وهي حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، و(الياء) ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.
فهمُك: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
الدرسَ: مفعول به للمصدر منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
سرّني ما سمعتُ عنك
سرَّني: (سرَّ) فعل ماضٍ مبني على الفتح، و(النون) نون الوقاية، وهي حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، و(الياء) ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.
ما: حرف مصدري مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
سمعتُ: (سمع) فعل ماض مبني على السكون لاتّصاله بتاء الفاعل، و(التاء) ضمير متصل في محل رفع فاعل، والمصدر المؤول (ما سمعت) في محل رفع فاعل، وتقدير الجملة: (سرّني سماعي عنك)عنك: (عن) حرف جر، و(الكاف) ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بحرف الجر.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ جوزيف الياس، جرجس ناصيف، الوجيز في النحو والصرف والإعراب، صفحة 160-172. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج عبده الراجحي، التطبيق الصّرفى، صفحة 64-72. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث محمود عبد الصمد الأسمائي، كتاب ملتقى أهل اللغة، صفحة 196-198. بتصرّف.
  4. ابراهيم ابراهيم بركات، النحو العربي، صفحة 458-459. بتصرّف.
  5. علي الجارم، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، صفحة 242. بتصرّف.