ما هو المصدر الصريح؟

قد يحدث لبس لدى بعض الدارسين بين الفعل والمصدر الصريح، والفرق بينهما يتضح عند تعريف كل منها، فالفعل يدل على حدث مرتبط بزمن معين؛ منه الماضي مثل: دَرَسَ، والمضارع مثل: يدرسُ، والأمر مثل: اُدرسْ، أمّا المصدر الصريح فهو ما دلّ على حدث مجرد من الزمان وهو أصل جميع المشتقات، مثل: كِتابة، فكتابة مصدر يدلّ على حدث الكتابة، ولكّنه غير مقترن بزمن معيّن، وهذا المقال مخصّص للإجابة عن سؤال واحد هو: ما هو المصدر الصريح من خلال توضيح الصيغ التي يأتي عليها، وهي ثلاثية ورباعية وخماسية وسداسية، وتوضيح إعراب المصدر الصريح، مع الإشارة إلى إمكانية استبدال المصدر المؤول بالصريح، إلى جانب طرح الأمثلة والتدريبات العملية التوضيحيّة.^[١]

مصادر الأفعال الثلاثية

يأتي المصدر الصريح من الفعل الثلاثي على أوزان متعددة بيانها في الجدول الآتي:^[٢]

مصادر الأفعال الرباعية

تأتي مصادر الأفعال من الفعل الرباعي على ستة أوزان يوضّحها الجدول الآتي:^[٢]

مصادر الأفعال الخماسية

تأتي مصادر الأفعال الخماسية على ثلاثة أوزان يوضّحها الجدول الآتي:^[٢]

مصادر الأفعال السداسية

تأتي مصادر الأفعال السداسية على ثلاثة أوزان أيضًا يوضّحها الجدول الآتي:^[٢]

إعـــراب المصـــدر الصــريــح

يُعرَب المصدر الصريح تبعًا لموقعه في الجملة ومثال ذلك قوله تعالى: "فبشره بمغفرةٍ"،^[٣] إذ إن إعراب (مغفرة) هنا اسم مجرور وعلامة جره تنوين الكسر الظاهر على آخره، وفي جملة: (كانَتْ كتابَتُه رائعة)، تُعرب كلمة (كتابَته) اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.^[٤]

إضاءة حول تحويل المصدر المؤول إلى مصدر صريح

من المعروف أنّ المصدر المؤول والمصدر الصريح لهما المعنى نفسه ويمكن استبدال المصدر المؤول بالمصدر الصريح ومثال ذلك جملة: (يُسعدني أنْ تعملَ بجدٍ)، فالمصدر المؤول من (أن والفعل المضارع (أنْ تعملَ)) يمكن تحويله إلى مصدر صريح (عَمَل) إذ يمكنك قول: (يُسعدنِي عَمَلُكَ بجدٍ)، ويحل المصدر الصريح محل المصدر المؤول في المعنى كما يُعرب الإعراب نفسه كالآتي:^[٢]

• من المُحتمل أن يَذهبوا إلى العقبة نهاية الأسبوع: المصدر المؤول من أنْ والفعل المضارع (أن يذهبوا) في محل رفع مبتدأ مؤخر.
• من المُحتمل ذهابُهـــم إلى العقبة نهاية الأسبوع: يُعرب المصدر الصريح (ذهابهم) مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف، والضمير (هم) ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.

مثـــــال تــــدريـــبــي (1)

هاتِ مثالين على جمل فيها مصادر ثلاثية:^[١]

• تُعجُبني فصاحَةُ لِسانَهُ: كلمة (فصاحة) مصدر من الفعل الثلاثي (فصح).
• جُلُوسك ساعات طويلة يضر بالعظام والمفاصل: كلمة (جلوس) مصدر لفعل ثلاثي من (جلس).

مثـــــال تـــدريـــبــي (2)

هات أمثلة على مصادر أفعال غير ثلاثية:^[١]

• تَنافسَ الطالبُ تنافُسًا شريفًا: كلمة تَنافُس مصدر لفعل خماسي (تَنَافَسَ).
• الاستكبار يولّد البغضاء بين الخلق: كلمة استكبار مصدر لفعل سداسي (استكبَرَ).

مــــثال تـــدريـــبــي (3)

• استخرج المصادر الصريحة الواردة في النص الآتي كما في المثال:^[١]

قال أحد الفلاسفة: ينبغي للإنسان أن يتثبت قبل أن يقول أو يفعل، فإن الرجوع عن السكوت أحسن من الرجوع عن الكلام، والإعطاء بعد المنع خيرٌ من المنع بعد الإعطاء، والإقدام على العمل بعد التفكير وحُسن التثبيت خيرٌ من الإمساك عنه عند الإقدام عليه والدخول فيه، وقد سئل بعض الحكماء أيّ الأمور أشدّ تأييدًا للعقل، وأيّها أشدّ إضرارًا به؟، فقال: أشدّهم تأييدًا له ثلاثة أشياء: مُشاوَرة العلماء، وتجريب الأمور، وحسن التثبت وأشدّها إضرارًا به ثلاثة أشياء: التعجُّل، والتهاوُن، والاستبداد.

مــــثــــال تــــدريـــبـــي (4)

هات مصادر الأفعال الآتية:^[١]

إضـــاءة أخــيــرة

المصدر الصريح في الرأي الشائع المختار هو أصل المشتقات العشرة، ومنه تتفرع، وهناك العديد من الأدلة التي قادت علماء اللغة إلى تفضيله بهذه الطريقة ولا مجال لسردها في هذا المقال، ولكن تكفي الإشارة إلى أنه الأصل، ومن أقوال العلماء المشهورة: إن المصدر الصريح بسيط لدلالته على المعنى المجرد، والبسيط هو أصل المركب، فالمصدر الصريح لا يدل على زمان محدد كالماضي المضارع والأمر، ولا يدل على تذكير أو تأنيث بشكل خاص، ولما كان المصدر الصريح بهذه البساطة أصبح من الشائع أن يكون هو الأساس.^[٥]