الاسم المنقوص هو الاسم المعرب المنتهي بياء لازمة (أصليّة) مكسور ما قبلها، وغير مُشدّدة، وتكون هذه الياء موجودة في الأحوال الإعرابيّة كلّها، نحو (الهادي، والقاضي، والمحامي،..)، وقد سُمّي بالاسم المنقوص؛ لما يحدث لحذف حرف الياء آخره في حالة التّنكير، نحو (هادٍ، قاضٍ، محامٍ،..)، حيث يتمّ استبدال الياء بتنوين الحرف الأخير قبلها بتنوين الكسر، لذلك كان الاسم بسبب نقص بعض الحركات منه.[١][٢]


تنوين الاسم المنقوص

قام الحريريّ بشرح طريقة تنوين الاسم المنقوص بشكلٍ مُختصر؛ ومفاده بأنّ تنوين الفتح يظهر بشكلٍ طبيعي في حالة النصب، لخفّة ظهور الفتحة بالأصل على الياء، نحو قول (رأيت قاضياً حكيماً في المحكمة)، ولكنْ إذا كان الاسم المنقوص نكرة (غير معرّف بأل أو بالإضافة) وكان مرفوعًا أو مجرورًا نُوِن الحرف ما قبل الياء بتنوين له علاقة بالياء سمّي بـ "تنوين التّمكين"، وحينها يتمّ حذف ياء الاسم المنقوص؛ منعًا لالتقاء السّاكنين ولإبقاء ما قبلها مكسور، نحو قول (هذا راعٍ أمين)، و(مررت بساعٍ إلى الخير)، وفيما يلي الأبيات التي شرحها الحريريّ في كتاب "ملحة الإعراب":[٣]


ونّوِن المُنكر المنقوصا

*** في رفعه وجرّه خصوصًا

تقول هذا مُشتَرٍ مُخادعُ

*** وافزعْ إلى حامٍ حِماهُ مانعُ

وهكذا تفعلُ في ياء الشَّجِيّ

*** وكلّ ياءٍ بعدَ مكسورٍ تَجِي

هذا إذا ما وردتْ مُخفّفهُْ

*** فافهَمْهُ عنّي فَهمَ صافي المعرفهْ


تنويه: تجدر الإشارة هنا أن التنوين يدخل فقط على الأسماء النكرة، ولا يدخل على المعارف، لذلك كان الشرح السابق مقتصرًا على تنوين الاسم المنقوص النكرة.


إعراب الاسم المنقوص

يتمّ إعراب الاسم المنقوص بحسب موقعه في الجملة، بالحركات الإعرابيّة المُقدّرة في حالتيّ الرّفع والجرّ؛ منع من ظهورها الثّقل نحو (جاء المُحامي، سلّمتُ على المُحامي)، وتكون الياء حينها ساكنة، وسواء كان الاسم المنقوص حينها مُعرفًا بأل أو بالإضافة تبقى الحركات مُقدّرة، أمّا في حالة النّصب نحو (رأيتُ المُحاميَ) يُعرب بالحركة الإعرابيّة الظّاهرة وهي "الفتحة"؛ لخفّة ظهورها على الياء.


أما في حالتي الرفع والجر للاسم المنقوص النكرة فيكون الإعراب بالحركة المقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل، بينما تكون الحركة الإعرابية ظاهرة في حالة الاسم المنقوص المنصوب النكرة -كما أشير سابقاً-، ويلخّص الحريريّ الإعراب الكامل للاسم المنقوص بقوله:[٢][٣]


والياءُ في القاضي وفي المشتري

*** ساكنةٌ في رفعها والجرّ

وتُفتح الياء إذا ما نُصِبا

*** نحو لقيتُ القاضيَ المُهذّبا


نماذج إعرابيّة

في الآتي بيان لبعض النماذج الإعرابية على الاسم المنقوص لزيادة التوضيح في الفقرة السابقة:[٤]


الجملة
الإعراب
ذهبَ المُحامي.
المحامي: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضّمة المُقدّرة على الياء؛ منع من ظهورها الثّقل.
مررتُ بالسّاعي.
السّاعي: اسم مجرور بحرف الجرّ (الباء)، وعلامة جرّ الكسرة المُقدّرة على الياء؛ منع من ظهورها الثّقل.
رأيتُ القاضيَ.
القاضيَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
أنت غادٍ اليوم.
غادٍ: خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضّمة المُقدّرة على الياء المحذوفة، والتّنوين "تنوين التّمكين".
وجدتُ راميًا مُحترفًا.
راميًا: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.
أنت غازٍ في الحرب.
غازٍ: خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضّمة المُقدّرة على الياء المحذوفة، والتّنوين "تنوين التّمكين".
شربتُ ماءً جاريًا.
جاريًا: نعت منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.
ذهبت الجواري إلى القصر.
الجواري: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضّمة المُقدّرة على الياء؛ منع من ظهورها الثّقل.


تدريب تطبيقي

اكتب/ي الاسم المنقوص التّالي (دواعي) في حالاته الإعرابيّة الثّلاثة، مرّة في حالة تعريف ومرّة في حالة تنكير.


الحالة الإعرابيّة
الجملة (اسم المنقوص مُعرّف)
الجملة (اسم المنقوص نكرة)
الرّفع
ظهرتْ دواعي الخير.
ظهرتْ دواعٍ.
الجرّ
اهتديتُ بدواعي الخير.
اهتديتُ بدواعٍ.
النّصب
اتّبعتُ دواعيَ الخير.
اتّبعتُ دواعيًا.


المراجع

  1. حنين عبد هللا الشنقيطي، محاضرات الصرف323.pdf ملخص محاضرات الصرف، صفحة 2. بتصرّف.
  2. ^ أ ب جمال الدين عبد الله بن أحمد بن علي الفاكهي، كشف النقاب عن مخدرات ملحة الإعراب، صفحة 48-49-50. بتصرّف.
  3. ^ أ ب شمس الدين محمد بن الحسن/الصائغ، اللمحة في شرح الملحة شرح ملحة الإعراب للحريري، صفحة 38. بتصرّف.
  4. زام الشجراوي، النحو التطبيقي، صفحة 75-76. بتصرّف.