ينقسم الفعل بالنظر إلى بٌنيته إلى قسمين، هما: فعل صحيح: وهو ما خلت حروفه الأصليّة من حروف العلة، مثل: (كتبَ، سَمعَ، أمرَ، درسَ)، وفعل معتل: وهو ما كان في حروفه الأصليّة حرف أو اثنان من حروف العلة، وهي (ا - و - ي)، ومن أمثلته: (صامَ، وجدَ، رَضيَ)، وينقسم الفعل المعتل إلى ثلاثة أقسام، وهي: المثال: وهو ما كان أول حروفه الأصليّة حرف علة، مثل (وحدَ، يئسَ)، والأجوف: وهو ما كان ثاني حروفه الأصليّة حرف علة، مثل (قال، طاب)، والناقص: وهو ما كان آخر حروفه الأصليّة حرف علة، مثل (دنا، لَقِيَ[١] وفي هذا المقال سنتحدث عن قاعدة حذف حرف العلة من الفعل المعتل الآخر (الناقص).


حذف حرف العلة من الفعل معتل الآخر

يُحذَف حرف العلة من الفعل المعتل الآخر في حالتين، هما:


أولًا: يُحذَف حرف العلة من آخر الفعل المضارع المعتل الآخر، إذا سُبِقَ بحرف جازم


انظر إلى الجملة التالية: (لا ينسى المؤمنُ ذكرَ اللهِ)،

ستلاحظ أنَّ الأُسلوب في هذه الجملة هو أُسلوب نفي وأداته "لا".

ماذا لو أردنا أن نجعل هذا الأُسلوب أُسلوبَ نهي، ماذا سنقول؟

سنقول: (لا تنسَ ذكرَ اللهِ)، انظر إلى ما حدث للفعل "ينسى" المعتل الآخر، فهو في الجملة الأُولى "فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر"، أمَّا في الجملة الثانية فقد حُذِف حرف العلة الألف، وبقيت الفتحة على الحرف السابق للألف للدلالة عليها، وذلك لأنَّ الفعل سُبق بحرف جازم "لا" الناهية الجازمة.


والأمثلة التالية توضّح أيضًا ماذا يحدث للفعل المضارع عند دخول حرف جازم عليه:[٢][٣]


لا يحذو المسلمُ حذو الفاسقينَ.

هنا (لا) هي نافية لا تؤثر على بنية الفعل
لم يحذُ المسلمُ حذو الفاسقين
(عند دخول حرف الجزم "لم" على الفعل المضارع المعتل الآخر بالواو، حُذفت الواو ووضعت ضمة على الحرف الذي قبل الواو لتدلَّ عليها).
لا يلقي المسلمُ نفسَهُ في المهالكِ.
لا تلقِ نفسَكَ في المهالكِ.
(عند دخول حرف الجزم "لا الناهية" على الفعل المضارع المعتل الآخر بالياء، حُذِفَت الياء، ووضعت كسرة على الحرف الذي قبل الياء لتدلَّ عليها).




تجدر الإشارة هنا إلى أنّ حروف الجزم، هي: لا الناهية، لم، لمّا، لام الأمر، إنْ، إذما، مَنْ، ما، مهما، متى، أيّان، أين، حيثما، أنّى، أي.




وفيما يلي بعض الأمثلة الإعرابيّة:[٤]


الجملة
الإعراب
ولمْ يخشَ إلا اللهَ.
وَ: حرف عطف مبني على الفتحة، لا محل له من الإعراب.
لمْ: حرف نفي وجزم وقلب مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
يخشَ: فعل مضارع مجزوم بِـ (لم) وعلامة جزمه حذف حرف العلة الألف من آخره، لأنَّه معتل الآخر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
الشطر الشعري:
وقلت: وألمَّا أصحُ والشيبُ وازعٌ.
الهمزة: حرف استفهام مبني على الفتحة، لا محل له من الإعراب.
لمَّا: حرف نفي وجزم مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
أصحُ: فعل مضارع مجزوم بِـ (لمَّا) وعلامة جزمه حذف حرف العلة الواو من آخره، لأنَّه معتل الآخر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا.
قال تعالى: (ولا يأبَ كاتبٌ أن يكتبَ كما علَّمه الله).[٥]
وَ: حرف عطف مبني على الفتحة، لا محل له من الإعراب.
لا: حرف نهي وجزم مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
يأبَ: فعل مضارع مجزوم بِـ (لا الناهية) وعلامة جزمه حذف حرف العلة الألف من آخره، لأنَّه معتل الآخر.
قال تعالى: (مهما تأتِنا به من آيةٍ لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين)[٦]
مهما: اسم شرط جازم مبني على السكون، في محل رفع مبتدأ.
تأتِنا: فعل مضارع مجزوم لأنَّه فعل الشرط وعلامة جزمه حذف حرف العلة الياء من آخره، لأنَّه معتل الآخر، ونا: ضمير متّصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتَ.


ثانيًا: يُبنى فعل الأمر معتل الآخر على حذف حرف العلة


انظر إلى الجملة التالية: (يسعى العداءُ للفوزِ بالسباقِ).

الفعل يسعى هو فعل مضارع معتل الآخر بالألف ويُعرب: (فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر)،

لو أردنا أن نجعل الفعل "يسعى" في صيغة الأمر سنقول (اسعَ للفوز بالسباقِ)،

لا بدَّ أنَّك لاحظت أنَّ حرف العلة الألف حُذف من فعل الأمر، ووضعت فتحة على الحرف الذي قبله للدلالة عليها، فنستنتج أنَّ فعل الأمر معتل الآخر يُبنى على حذف حرف العلة.


والأمثلة التالية أيضًا توضح كيف يُبنَى فعل الأمر معتل الآخر:[٧]


يدنو العاقلُ من الأصدقاءِ الأوفياء.
ادنُ من الأصدقاءِ الأوفياءِ.
حُذِفَ حرف العلة الواو من فعل الأمر، ووضعت ضمة على الحرف الذي قبلها للدلالة عليه.
يقضي المُجدُّ وقتَهُ في الدراسةِ.
اقضِ وقتَكَ في الدراسةِ.
حُذِفَ حرف العلة الياء من فعل الأمر، ووضعت كسرة قبلها للدلالة عليها.


وفيما يلي بعض الأمثلة الإعرابيّة:


الجملة
الإعراب
اسعَ إلى فعل الخيرِ.
اسعَ: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة الألف من آخره؛ لأنَّه معتل الآخر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتَ.
اسقِ الأشجارَ.
اسقِ: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة الياء من آخره، لأنَّه معتل الآخر، والفاعل
ضمير مستتر تقديره أنتَ.
ادعُ إلى اللهِ.
ادعُ: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة الواو من آخره، لأنَّه معتل الآخر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتَ.


المراجع

  1. فؤاد نعمة، ملخَّص قواعد اللغة العربية، من ضمن الصفحات من مئتين وواحد إلى ثلاثمائة، صفحة 65 - 66. بتصرّف.
  2. كاملة الكواري، التطبيق الإعرابي على كتاب الوسيط في النحو، صفحة 23. بتصرّف.
  3. خالد عبد الرحمن ، النحو التطبيقي، صفحة 135. بتصرّف.
  4. كاملة الكواري، التطبيق الإعرابي على كتاب الوسيط في النحو، صفحة 42 - 44. بتصرّف.
  5. سورة البقرة ، آية:282
  6. سورة الأعراف، آية:132
  7. فؤاد نعمة ، ملخَّص قواعد اللغة العربية، صفحة 134. بتصرّف.