الإعلال والإبدال في علم الصرف

تتكون اللغات في الأساس من مجموعة من الأصوات، وهي ما يسمى بالحروف، وتنقسم هذه الحروف إلى حروف صحيحة، وحروف علة، ومن المعروف أنَّ لكلِّ صوتٍ صفات خاصة، كأن يكون مفخمًا أو رقيقًا، وغيرها من الصفات، وحين تتجاور الأصواتُ داخل الكلمة تؤثر بعضها في بعض، على سبيل المثال، حين ننطق الألف في كلمة (سلام) ننطقها رقيقة كما ننطق حرف اللام الذي قبلها، لكن عندما ننطقها في كلمة (صلاة) ننطقها مفخمة؛ وذلك لأنَّ اللام قبلها مفخمة بسبب تأثير حرف الصاد عليها، وقد درس العرب تأثير الحروف على بعضها وأصبح لدينا قوانين مدروسة ومعروفة تحت باب يسمى بـ "الإعلال والإبدال"، وهو يحتاج إلى دراسة مُفصلة، إذ يتوقف عليه فهم كثير من القضايا الصرفيّة، وسنتطرق في هذا المقال إلى الحديث عن الإعلال والإبدال.^[١]

تعريف الإعلال

هو تغيير يطرأ على حرفٍ من حروف العلة وهي الألف والواو والياء للتخفيف، إمَّا بتسكينه (جعل حركته السكون) أو قلبه (قلب حرف العلة لحرف علة آخر) أو حذفه، وفي الآتي مزيد من التوضيح.^[٢]

أنواع الإعلال

الإعلال بالقلب

1- قلب الواو أو الياء ألفًا

عندما تكون الواو أو الياء متحركتين بالضمة أو الفتحة أو الكسرة، والحرف الذي قبلهما مفتوحًا، كما في الأمثلة التالية:^[٣]

ولا تقلبان في الحالات التالية:^[٤]

2- قلب الألف واوًا

وذلك في حالة واحدة، وهي أنْ تقعَ بعد ضمة، كما في الحالات التالية:^[٥]

3- قلب الواو ياءً

تُقلب الواو ياءً في الحالات التالية:^[٦]

4- قلب الألف ياءً

تُقلب الألف ياء في حالتين، هما:^[٧]

5- قلب الواو والياء همزة

تقلبان همزة في الحالات التالية:^[٨]

الإعلال بالحذف

1- حرف العلة إذا كان حرف مد ملتقيًا بساكن بعده، إليك بعض الأمثلة:

• بدتْ: أصلها (بَداتْ)، فالفعل (بدا) اتصلت به تاء التأنيث الساكنة، فالتقى ساكنان فحُذِف حرف العلة الألف.
• لم يقلْ: أصلها (لمْ يَقوْلْ)، الفعل (قال) أجوف معتل بالواو لأنَّ المضارع (يقول)، فعندما جُزِمَ بلم التقى ساكنان وصار النطق بهما معًا صعبًا، فحُذِف حرف العلة الواو، وكذلك في الفعل الماضي (قمْتُ) أصله (قومْت)، وفعل الأمر (بِعْ) أصله (بيع).
• الاسم المنقوص (راعٍ): أصلها (راعيُ)، حيث التحق التنوين بالكلمة فاجتمع ساكنان وأصبحت (راعيُنْ)، فاستُثقل نُطق الكلمة، فحُذِف حرف العلة ونقل التنوين إلى الحرف الذي قبله.^[٣]

2- المثال الواوي في المضارع والأمر:

المضارع (يقف) أصله (يَوْقِفُ) لأنَّ الماضي (وَقَفَ) وهو مثال واوي (الفعل المثال: هو الفعل الذي يكون أول حرف فيه حرفَ علة، واوًا أو ياءً)، حُذفت الواو في الفعل المضارع لأنَّها وقعت ساكنة قبلها فتحة وبعدها كسرة، ويكون هذا في كل مثال واوي يأتي مضارعه على وزن (يفعل)، مثل: يصل، يثب، وكذلك تحذف الواو في الفعل الأمر من المثال الواوي مكسور العين، مثل: قِفْ، زِنْ.^[٣]

3- اسم المفعول الأجوف الثلاثي:

اسم المفعول من الفعل الثلاثي يكون على وزن مفعول، إذًا اسم المفعول من (قال) هو (مقوول)، نقلت حركة الواو الأصلية (واو الفعل) وهي الضمة إلى الحرف الصحيح الذي قبلها وهو القاف، فأصبحت (مَقُوْوْلٌ)، فصار لدينا واوان ساكنتان، فحذُفت إحداهما وأصبحت الكلمة (مقول).

وكذلك كلمة (مَهيبٌ) أصلها (مَهْيُوبٌ)، نُقلت الضمة وهي حركة الياء إلى الحرف الصحيح وهو الهاء فأصبحت (مَهُيْوب) ويصعب نطقها، واجتمع ساكنان فحُذف الثاني لتصبح الكلمة (مَهُيْب) وقُلبت الضمة كسرة لتناسب الياء (مَهِيب).^[٩]

الإعلال بالتسكين

إذا كان الحرف المعتل متحركًا وقبله حرف صحيح ساكن، سُكَّنَ المعتل بنقل حركته إلى الحرف الصحيح ، كما في الأمثلة التالية:^[١٠]

• يقُوْل: أصله (يَقوُلُ)، كانت الواو متحركة وحرف القاف الصحيح الذي قبلها ساكنًا، فنُقلت حركة الواو وهي الضمة إلى القاف وأصبحت الواو ساكنة.
• يَجِيْشُ: أصلها (يَجْيِشُ) سُكنت الياء ونقلت حركتها الكسرة إلى حرف الجيم.
• مَقامٌ: أصلها (مقوَمٌ)، نُقلت حركة الواو وهي الفتحة إلى الحرف الصحيح القاف فأصبحت (مَقَوْم) فقُلبت الواو الساكنة ألفاً لتُناسب الفتحة.

الإبدال

الإبدال هو أنْ يحلَ حرف محل حرف آخر في الكلمة، ويكون بالحروف الصحيحة وبحروف العلة، وفيما يلي أهمّ الحالات التي يقع فيها الإبدال:^[١١]