تعريف القلب المكاني
يُعرّف الصرفيون القلب المكاني على أنّه تغيير في ترتيب حروف الكلمة عن الصيغة المعروفة لها بواسطة تقديم بعض الحروف وتأخير بعضها الآخر، وهذا القلب موجود في المستوى العامي من اللغة أيضًا وليس فقط للفصيح.[١]
طرائق معرفة القلب المكاني
حتى يكون تعريف القلب المكانيّ شاملًا لا بدّ من المرور على الطرق التي يمكن من خلالها تمييز القلب المكانيّ، ويتم بعد دراستها الإجابة عن سؤال مهم هو كيف أعرف أن هذه الكلمة فيها قلب مكاني؟ وملخّص ذلك في الجدول الآتي:[٢]
الـــــطــــــريــــقـــــة | الـــــمـــثـــــال الــتـــوضـــيــــحــــــي |
الرجوع إلى الكلمات التي اُشتقت من نفس مادة الكلمة. | كلمة جاه فيها قلب مكاني، وذلك لورود كلمات من جذرها وجه، ووجاهة، ووجهة، ولو أخذنا كلمة وجه على الميزان الصرفي سيكون وزنها فعل على الترتيب، الواو تقابلها الفاء، والجيم تقابلها العين، والهاء تقابلها اللام، أما في كلمة جاه، فالجيم تقابلها العين، والألف الفاء، والهاء اللام، وبذلك يكون وزنها عفل. |
الرجوع إلى المصدر. | الفعل ناء ومضارعه يناء حدث فيه قلب مكاني لأن مصدره نأى ووزنه فعل، فالنون تقابلها الفاء، والهمزة تقابلها العين، والألف المقصورة تقابلها اللام، أما في ناء فالنون تقابلها الفاء، والألف تقابلها اللام، والعين تقابلها الهمزة، لذلك فإنّ وزن ناء هو فلع. |
أن يكون في الكلمة حرف علة يستحقّ الإعلال تبعًا لقواعد الإعلال، ومع ذلك يبقى الحرف صحيحًا دون إعلال، فيدلّ ذلك على حدوث قلبٍ في الكلمة. | الفعل أيِسَ فيه حرف علة هو الياء، وحرف العلة متحرك بكسرة وقبله فتحة، وحرف العلة إذا تحرّك ما قبله يجب أن يُقلب ألفاً فتصبح الكلمة آس، ولكن عندما بقي الفعل على حاله (أَيِسَ) كان هناك قلب مكاني، والمصدر هو اليأس والفعل مقلوب عن يئس الذي وزنه فعل فالياء تقابل الفاء، والهمزة تقابل عين الفعل، والسين تقابل لام الفعل، أما أيس، فالهمزة تقابل عين الفعل، والياء تقابل فاء الفعل، والسين تقابل اللام ويكون وزنها (عفل) وفيها قلب مكاني. |
أن يترتب على عدم القلب وجود همزتين في الطرف. | فالفعل الأجوف أي الذي عينه حرف علة تُقلب عينه همزة في اسم الفاعل، أي يُقلب حرف العلة همزة بحسب قواعد الإعلال، على نحو: (قالَ - قائِل)، على وزن فاعل، وإذا طُبّقت هذه القاعدة على فعل أجوف مهموز اللام سيصبح اسم الفاعل من (جاءَ - جائئ) على وزن فاعِل، واجتماع الهمزتين في نهاية الكلمة حدث فيه قلب، ففي كلمة (جاء) الجيم تقابلها الفاء، والألف تقابلها العين، والهمزة تقابلها اللام، وعليه فـ (جائئ) الجيم تقابلها الفاء، والألف تبقى ألفًا، والهمزة الأولى تقابلها اللام، والهمزة الثانية تقابلها العين، فيصبح الوزن فالِع، ولأن اجتماع الهمزتين ثقيل في جائئ تصبح جائي، وبعدها تحذف الياء في الاسم المنقوص فتصبح جاءٍ على وزن فالٍ. |
وجود كلمة ممنوعة من الصرف دون سبب ظاهر مثل كلمة أشياء، وقد تتساءل لماذا منعت من الصرف على الرغم من أنّ وزن أفعال ليس ممنوعًا من الصرف مثل كلمة: أسماء؟. | يقول الصرفيون إن كلمة أشياء ليست على وزن أفعال كما يبدو، لأن مفردها شيء وجمعها شيئاء على وزن فعلاء، وألف التأنيث الممدودة تمنع الاسم من الصرف، وكلمة شيئاء في آخرها همزتان بينهما ألف، والألف مانع غير حصين، ووجود همزتين في آخر الكلمة ثقيل، لذلك قدمت الهمزة الأولى (لام الكلمة مكان الفاء)، شيئاء على وزن فَعْلاء، وأشياء على وزن لَفعَاء، وهكذا يكون قد حصل فيها قلب مكاني. |
مــــثال تـــدريــــبي
وضّح القلب المكاني في كلمة ( أرآء): كلمة أرآء مفردها (رأي) أصل جمعها ( أرأاي - أرآي) على وزن أفعال، وقد قدّمت العين وهي الهمزة الثانية موضع الفاء، وقلبت ألفاً لسكونها وفتحت الهمزة قبلها، وقلبت الياء (لام الفعل) إلى همزة لأسباب صرفية، وعليه فـ آرآء وزنها (أَعفال) بعد القلب المكانيّ.
إضاءة
للتوصل إلى القلب المكاني لا بد من معرفة عدد أحرف الكلمة وترتيبها وما فيها من أصول وزوائد وحركات وسكنات، وقد عدّ علماء الصرف أصول الكلمات 3 أحرف، وقابلوها بالفاء والعين واللام ( فعل)، كصورة للكلمة الموزونة بنفس الحركات والسكنات فوزن حِمْل هو فِعْل، ووزن كَرُمُ هو فَعُلَ.[٣]
المراجع
- ↑ دعاء فهد ، القلب المكاني، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ عبده الراجحي ، التطبيق الصرفي، صفحة 14-17. بتصرّف.
- ↑ عبد الشكور فارح، الصرف الميسر، صفحة 8. بتصرّف.