كان وأخواتها هي أفعال ناسخة ناقصة تدخل على الجملة الاسمية، فتنسخ حكم المبتدأ والخبر أي تغيّر حكم رفعهما؛ فيصبح المبتدأ اسمها وحكمه الرفع، أما الخبر فيصبح خبر كان وحكمه النصب، وهي ثلاثة عشرَ فعلًا هي: كان، ليسَ، صارَ، أصبحَ، أضحى، ظلَّ، أمسى، بات، ما دامَ، ما زال، ما برح، ما انفكَّ، ما فتِئَ، والفعل (كان) هو أكثرها استعمالًا.[١]


تعريف بكان وأخواتها

عدَّ علماء اللغة هذه الأفعال أفعالًا ناقصة لأنها تدلّ على زمان فقط دون أن تدلّ على حدث، وبالتالي فإنها ناقصة لا تحتاج إلى فاعل، وتأتي ماضية أو مضارعة، أو أمر، ولأنها لا تكتفي بالاسم المرفوع وحده فقد عُدَّت ناقصة، فمثلًا الجملة الاسميّة (الطقسُ باردٌ) تتكوّن من مبتدأ وخبر، فإذا دخلت كان أو إحدى أخواتها على الجملة ستصبح (كانَ الطقسُ باردًا)، بحيث يكون (الطقسُ) اسم كان مرفوع، و(باردًا) خبر كان منصوب.


كان وأخواتها بين التمام والنقصان

تأتي كان وأخواتها في معانٍ تدل على أحداث محددة وليست على زمان فقط، وفي هذه الحالة فإنها لا تأخذ اسمًا وخبرًا، بل تأخذ فاعلًا كما لكل فعل فاعل يقوم بالفعل، ودليل تمامها أن تستعمل ضمن معنى يدل على حدث وليس على زمان، وفيما يلي تفصيل ذلك وبيانه من خلال التفريق بين معناها حين تكون فعلاً ناقصاً وحين تكون فعلاً تاماً، مع ذكر أمثلة موضِّحة:[٢][٣]


كان وأخواتها
الفعل الناقص
الفعل التام
كان
تفيد اتصاف الاسم بالخبر في الزمن الماضي.
مثل: كان الصباحُ ماطراً
بمعنى وجد، أو حصل،
مثل قول الله -عزّ وجلّ-: "إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كُنْ فيكونُ".[٤]
أمسى
اتصاف الاسم بالخبر في المساء.
مثل أمسى القمر بدراً
الدخول في المساء.
مثل: أمسى المسافرُ في بيته
أصبح
اتصاف الاسم بالخبر في الصباح.
مثل: أصبح الطفل رجلاً
الدخول في الصباح.
مثل: أصبحنا ولله الحمد
أضحى
اتصاف الاسم بالخبر في الضحى.
مثل: أضحى العامل مستغرقاً في عمله
الدخول في الضحى.
مثل: بقي الطفلُ صائمًا حتى أضحى
ظل
بمعنى بقي واستمر.
مثل ظل زيدٌ قائماً
بمعنى ثبت.
مثل: لو ظلت الحرب لأدت إلى الفناء
صار
تحول الاسم من صفة إلى صفة.
مثل: صار العبد حراً
رجع، أو انتقل.
قوله تعالى: (ألا إلى الله تصير الأمور).
بات
اتصاف الاسم بالخبر في الليل.
مثل: بات الطالب ساهراً.
الدخول في الليل.
مثل: باتَ الضيفُ عندنا لأنه تأخّر
ما زال
تفيد الاستمرار.
مثل: لا تزال مجتهداً
تأتي بمعنى الزوال أو الفناء، -أي لم يبقَ-. مثل: (ما زالت البقعةُ) أي ما مُحيِت، أتت (ما) هنا بمعنى النفي.
ما دام
تفيد الاستمرار.
مثل: لن آتي معك ما دامت تمطر.
ذهب وفارق.
مثل: (ما دامت الأحزانُ) أي ما استمرّت أو ما بقيت، أتت هنا (ما) بمعنى النفي.
ما انفك
تفيد الاستمرار.
مثل: ما انفك الرجل نادماً
انحل، أو انفصل.
مثل انفكت عقدة الحبل
ما برح
تفيد الاستمرار.
مثل: ما برح الطفل يركض فرحاً
غادر
مثل: برح عليٌ مكانه


مثال على التفريق بين كان وأخواتها الناقصة والتامة

في الجدول الآتي مثال توضيحي للتفريق بين كان وأخواتها الناقصة والتامة:


الجملة
فعل تام / ناقص
التوضيح
لو ظل الوباءُ لكان الفناءُ.
فعل تام
(ظلَّ) فعل ماضٍ تامّ يعني لو استمر الوباء، فهو ليس فعلًا ناقصًا دخل على الجملة الاسمية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الفعل (كان) فهو أيضًا فعل تامٌّ وليس ناقصًا، لأنه أتى بمعنى الحصول أو الحدوث: لو استمر الوباء لحصل الفناء للبشرية. وعليه، فإن الفعل ظلّ فعل ماضٍ تامٌّ، والوباء فاعله، وليس اسمه، وكذلك الفعل (كان) فهو فعل تامٌّ وليس ناقصًا، وفاعله الفناء.


تدريب

ميِّز الأفعال المخطوط تحتها في الجمل الآتية إن كانت فعلًا ناقصًا أو تامًّا:


نموذج للحل

  • ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكنْ: الاثنتان فعل تام لأنهما بمعنى ما شاءه الله حدث أو حصل، وما لم يشأه لم يحدث.
  • قوله تعالى: "أصبح فؤاد أم موسى فارغاً"[٥]: (أصبح) هنا فعل ناقص احتاج اسماً (فؤاد) وخبراً (فارغاً)، ولم تكتفِ بالاسم المرفوع بل احتاجت إلى متمم ليكتمل المعنى.


  1. قال تعالى: "فسبحان الله حين تصبحون وحين تمسون"[٦].
  2. كان زيدٌ في بيته.
  3. دامت الأفراحُ حليفةَ بيوتكم.
  4. أضحى السجينُ حرًّا.
  5. صارَ الأولُ آخِرًا.
  6. قال تعالى: "خالدين فيها ما دامتِ السماوات والأرضُ".[٧]
  7. قال تعالى: "وأصبحَ فؤادُ امِّ موسى فارغًا".[٨]
  8. قال الشاعر: تبًّا لمن يُمسي ويصبحُ لاهيًا***ومرامه المأكولُ والمشروبُ
  9. قال الشاعر عمر أبو ريشة: أصبحَ السفحُ ملعبًا للنسورِ*** فاغضبي يا ذُرى الجبال وثوري


المراجع

  1. عبده الراجحي، التطبيق النحوي، صفحة 111. بتصرّف.
  2. عبده الراجحي، التطبيق النحوي، صفحة 111. بتصرّف.
  3. محمود مغالسة، النحو الشافي، صفحة 198-199. بتصرّف.
  4. سورة يس، آية:82
  5. سورة القصص، آية:10
  6. سورة الروم، آية:17
  7. سورة هود، آية:107
  8. سورة القصص، آية:10