الهمزة ومعرفة الطّريقة الصّحيحة لكتابتها هي أحد أكثر الأخطاء الإملائية شيوعًا بين الطّلاب في مختلف المراحل الدّراسيّة، وليكون الواحدُ عالمًا بها عليه أن يعرف أنّ الهمزة تُقسّم بحسب موضعها في الكلام، فإن كانت في نهاية الكلام فهي همزة "مُتطرّفة"، وإن كانت في وسط الكلام، تُسمّى همزة "مُتوسّطة"، أمّا إن وقعت في أوّل الكلام فتكون إمّا همزة "وصل" أو همزة "قطع"، ولكلّ نوع من أنواع الهمزة طريقة لمعرفة الطّريقة الصّحيحة لكتابتها، وفيما يلي توضيح للهمزات التي ترِد في أوّل الكلام، مع آلية التّفريق بينهما.[١]


تعريف بهمزة الوصل

هي همزة زائدة لا يكون بعدها إلّا ساكن إلّا إذا تمّ تحريكه لسبب ما، وهي همزة تثبت عند الابتداء بها، ولا يُنطق بها عند وصلها مع ما قبلها، حتى يتمكّن القارئ حينها من النُّطق بالسّاكن، وهذا ما يجعلها همزة يُتوصّل بها إلى النّطق بالسّاكن، كذلك تدخل همزة الوصل على الأسماء والأفعال والأحرف، وفيما يلي تقسيم عامّ لأهمّ مواضعها:[٢]


  • همزة الوصل في الأسماء:[٣]


الموضع
المثال
الأسماء العشرة
اسم، ابن، ابنة، ابْنَم (بمعنى ابن، والميم للمبالغة) امرؤ، امرأة، اثنان، اثنتان، ايمن (للقسم)، است (أساس).
مصدر الفعل الخماسيّ
اجتماع، ابتداء؛ إذ إنّ الفعل (اجتمع) هو خماسي ومصدره (اجتماع)، والفعل (ابتدأ) هو خماسي أيضاً ومصدره (ابتداء) بهمزة وصل.
مصدر الفعل السّداسيّ
استدلال، استقرار؛ إذ إنّ الفعل (استدلّ) هو سداسي، وبالتالي مصدره (استدلال)، والفعل (استقرّ) هو سداسي أيضاً ومصدره (استقرار) بهمزة وصل.


  • همزة الوصل في الأفعال:[٣]


الموضع
المثال
ماضي خماسيّ، أي الفعل الماضي الذي يتكون من خمسة حروف.
اتّفقََ، اجتمعَ.
ماضي سداسيّ، أي الفعل الماضي الي يتكون من ستة حروف.
استوعبَ، استخرج.
أمر خماسيّ، أي حين يكون ماضي الفعل يتكون من خمسة حروف ونحوّله للأمر.
اتّفِِقْ، اجتمِعْ.
أمر سداسيّ؛ أي حين يكون ماضي الفعل يتكون من ستة حروف ونحوّله للفعل الأمر.
استوعِبْ، استخرِجْ.
أمر ثلاثيّ، أي حين يكون ماضي الفعل يتكون من ثلاثة حروف، ونحوّله للأمر أيضاً.
اكتبْ، اجلسْ؛ من الفعل الماضي (كتب)، و(جلس).


  • همزة الوصل في الأحرف

تكون همزة الوصل في موضع واحد فقط عند الأحرف، وهو دخولها في (أل) التّعريف، نحو: القلب، الطّالب، الجار، العادل،... وغيرها ممّا تم البدء به.[٤]


تعريف بهمزة القطع

هي الهمزة التي تثبت في النّطق عند وصلها مع غيرها، وعند الوقف عليها، كما ينقطع بالتّلفظ بها ما قبلها عمّا بعدها، وتكون أصليّة وزائدةا، بحسب مكان وُرودها، مِثالها (أخضر، أعطى، إجلال،..) وغيرها، كما تُكتب همزة القطع بألف فوقها همزة إذا كانت مفتوحة أو مضمومة، أمّا إذا كانت مكسورة فالهمزة تكون أسفل الألف، كذلك لهمزة القطع مواضع مُعيّنة تأتي فيها، وهي:[٢][٣]


  • همزة القطع في الأسماء

تقول القاعدة الخاصّة بهمزة القطع في الأسماء، أنّ جميع الهمزات في الأسماء هي همزة قطع عدا ما أُدرج تحت همزة الوصل من الأسماء العشرة والمصادر الخماسيّة والسّداسيّة، ومِثالها (أسعد، أب، إيمان، أفضل، ..) وغيرها.[٣]


  • همزة القطع في الأفعال:[٣]


الموضع
المثال
ماضي ثلاثيّ مهموز؛ أي يبدأ بهمزة.
أكلَ، أخذَ، أتى.
ماضي رباعيّ؛ أي يتكون من أربعة حروف.
أعطى، أجاد، أصاب.
أمر رباعيّ، أي ماضي الأفعال يتكون من أربعة حروف.
أكمِلْ، أنقذْ، أسرعْ.
همزة المضارعة
أجلسُ، أكتبُ، أرسمُ.


  • همزة القطع في الأحرف

تقول القاعدة في أحرف همزة القطع أنّ كل همزات الأحرف هي همزة قطع عدا (أل) التّعريف الخاصّة بالوصل، ومِثال ذلك (إلى، إنّ، أنّ، أو،..).[٣]


التفريق بين همزتي الوصل والقطع

إنّ عملية التّفريق بين همزتيّ الوصل والقطع تكون من خلال القواعد التّأصيليّة السّابقة لكلّ همزة، لكنْ هُناك طريقة يسيرة لتسهيل عمليّة التّفريق بينهما، وتكون من خلال إضافة حرف عطف (الفاء، الواو،..) قبل الكلمة المُراد معرفة بأي أنواع الهمزة تبدأ، فإذا حصل ونُطقت الهمزة، فهي همزة قطع، وتُكتب (أ)، وإذا لم تُنطق فهي همزة وصل، وتُكتب (ا)، ومع أنّ هذه الطّريقة تُفرقّ بين النّوعيْن إلّا أن معرفة مواضع كلّ همزة يعد مُهمّاً تجنّبًا للوقوع في الخطأ، وفيما يلي بعض الأمثلة التّوضيحيّة.[٥]


الكلمة
إضافة حرف عطف (الفاء)
النتيجة (تُنطق / لا تنطق)
نوع الهمزة
استخرجَ
فاستخرجَ
لا تُنطق الهمزة
وصل
أنظرُ
فأنظرُ
تُنطق الهمزة
قطع
انظرْ
فانظرْ
لا تُنطق الهمزة
وصل
السّلام
فالسّلام
لا تُنطق الهمزة
وصل
أعلام
فأعلام
تُنطق الهمزة
قطع


أهمّية التّفريق بين همزتي الوصل والقطع

تكمن أهمّية التّفريق بين نوعيّ الهمزة (الوصل-القطع)، فيما ينجمُ عن الخطأ الذي يُخلّفه عدم اختيار الهمزة الصّحيحة للكلمة، وخاصّة إذا لم يكن سياق الكلام يُساعد في فهم الكلام، ومن أثر ذلك:

  • تحوّل الفِعل من نوع إلى آخر: نحو الفعل (اكتب) في جُملة (اكتب الرِّسالة)، فإن كُتبتْ الهمزة (أكتبُ) يكون الفِعل مُضارعًا، وإن كُتبت (اكتبْ) أصبح فعل أمر، وبالتّالي اختلف المعنى بالكُليّة.
  • تحوّل الاسم إلى فِعل: نحو كلمة (ابْن) وهي اسم إن بقيت على حالها بهمزة الوصل، أمّا إن كُتبت (أَبِنْ) أصبح فعل أمر يعني الإبانة.[٥]


تدريبات


  • تدريب (1): ميّز/ي همزة القطع من همزة الوصل في الكلمات الآتية واكتب/يها بالشّكل الصّحيح:


الكلمة
همزة قطع / همزة وصل
الكتابة الصّحيحة
اكل
همزة قطع
أكل
انقطع


اخذ


اثنان


اربعون


ارتفاع


ادراك


اسفَ


اصرار


افٍّ


استعداد


اقرا


اخي


امرؤ


السّعادة


اما


امل


انظرْ


ازالة


استحسان



  • تدريب (2): اختر الكلمة الصحيحة من المخطوط تحتها خط في الجُمل الآتية مع التّعليل.


الجملة
الصّواب
التّعليل
يريدني أن (اتعاون/أتعاون) معه.
أتعاونَ
تبدأ بهمزة المضارعة، وبذلك فهي قطع.
(إِشرب/اشرب) الحليب.


(الاستثمار/الإستثمار) العقاريّ في مصر.


تحقّقت من (استقامة/ إستقامة) العمود.


(إنّما/ انمّا) (الأعمال/ الاعمال) بخواتيمها.


أحبّ (أدوار/ ادوار) المُمثّلة (انجلينا/أنجلينا).


عنده من الزّوجات (إثنتان/اثنتان).


كتبت رسالة (اهديتها/ أهديتها) (لامّي/لأمّي).


(إستمرار/ استمرار) (الاجتهاد/ الإجتهاد) يؤدي إلى النّجاح. 


(أنظّف/انظّف) (أسناني/اسناني) قبل (أن/ان) (أنام/انام).



  • تدريب (3): أكمل/ي النّص الأوّل باستخدام كلمات مناسبة تحتوي على همزة وصل، ثم النّص الثّاني بكلمات تحتوي على همزة قطع.


النّص الأول: همزات وصل

إنّ فصل (.........) هو فصلُ الإشراق؛ فـ(.........) مُشرقة، و(.........) حارُّ كثيرًا، وهذا يجعل (.........) يرتدون الملابس (.........)، ويشربون المشروبات (.........)، كما يُكثِرون من (.........)؛ فيذهبون إلى شاطئ (.........)، وكلّ هذا والكثير من النّشاطات التي تبرّد (.........).


النّص الثّاني: همزات قطع.

عُدتُ اليوم (.........) البيت سريعًا؛ خوفًا مِن (.........) تُمطر عليّ، و(.........)؛ فـ(.........) لا (.........) معي مظلّة، وهذا الشهر من (.........) السنة، والذي يتحول فيه الجو من مُشمسٍ (.........) ماطرٍ دون (.........) سابق (.........)، عسى (.........) (.........) قبل أن تشتدّ غزارة المطر.


المراجع

  1. حيدر محمد ىناء حميد الشاله (2012)، "الأخطاء الإملائية الشائعة لدى طلبة كلية الدراسات القرآنية في أداء همزتي الوصل والقطع"، مجلة كلية التربية األساسية/ جامعة بابل تموز، العدد 8، صفحة 315-318.
  2. ^ أ ب الأثير، أبو السعادات، كتاب البديع في علم العربية، صفحة 312. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح دكتور فهمي النجار، قواعد الإملاء في عشرة دروس سهلة، صفحة 9-11. بتصرّف.
  4. جني، كتاب اللمع في العربية لابن جني، صفحة 232.
  5. ^ أ ب من المؤلفين، كتاب ملتقى أهل اللغة، صفحة 165.