تتكون الجملة الاسمية من مبتدأ يبتدأ الكلام به ومن خبر يخبر عن المبتدأ، وهما ركنان أساسيان في الجملة، ولكن قد يحذفان طلباً للاختصار أو الإيجاز، وفي هذا المقال عرض لحالات حذف المبتدأ وجوباً.[١]


حذف المبتدأ وجوباً

الأصل ألا يحذف المبتدأ لأنه محور الكلام فالكلام يُبنى عليه ولكنه قد يحذف في بعض المواضع وجوباً، وفي الآتي بيانها:[٢][٣]


في النعت المقطوع

إن كان في الأصل نعتاً قُطع عن النعتية سواء كان في مدح أو ذم أو ترحم، نحو: مررت بزيدٍ الكريمُ، مررت بزيدٍ الخبيثُ، مررت بزيدٍ المسكينُ، هنا تعدّ (الكريم، الخبيث، المسكين) صفات مجرورة لزيد، ولكنها قطعت عنه -أي لم تعد تابعةً له-، وإعرابها على النحو الآتي:


خذ بيد خالدٍ الكريمُ
خالدٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره تنوين الكسر.
الكريمُ: خبر لمبتدأ محذوف وجوباً تقديره (هو) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
الحمدُ لله العظيمُ
لله: لفظ الجلالة جار ومجرور
العظيمُ: خبر لمبتدأ محذوف وجوباً تقديره (هو) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.


إذا كان الخبر صريحاً في القسم

على نحو "في ذمتي لأقولن الصدق"، أي في ذمتي عهدٌ أو ميثاق، ومنه قول الشاعر: "في عنقي لأسدين يداً لكل ذي حاجة يرجيها"، وإعراب المبتدأ والخبر يكون على النحو الآتي:


في ذمتي لأفعلن الخير
في: حرف جر.
ذمتي: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
وشبه الجملة من الجار والمجرور (في ذمتي في محل رفع الخبر لمبتدأ محذوف تقديره (يمين)


إذا كان الخبر مصدراً نائباً عن فعله

يُحذف المبتدأ وجوباً إذا كان الخبر مصدراً يؤدّي معنى فعله، على نحو (صبر جميل) أصلها (صبري صبرٌ جميلً)، (سمع وطاعة) وأصلها (أمري سمع وطاعة)، وهنا حذف المبتدأ لأن الخبر مصدر يؤدي معنى فعله، ويعرب كل من المبتدأ والخبر في هذه الحالة كالتالي:


قوله تعالى: "فصبر جميل".[٤]
صبر: خبر لمبتدأ محذوف وجوباً تقديره (صبري) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
جميل: نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

أكلٌ وحمدٌ
أكل: خبر لمبتدأ محذوف وجوباً تقديره (أكلي) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
و: واو العطف.
حمدٌ: خبر لمبتدأ محذوف وجوباً تقديره (حمدي) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.


إذا كان الخبر مخصوصاً بالمدح أو الذم

على نحو (نِعم الطالب عليٌ) هنا (علي) هو المخصوص الذي نخصه بالمدح من بين الطلاب، وقسْ على ذلك جملة الذم (بئسَ الطالب الكسول)، ويعرب كل من المبتدأ والخبر في هذه الحالة كالتالي:


نعمَ القائدُ طارقُ
نعمَ: فعل ماضٍ جامد مبني على الفتح.
القائدُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
طارق: خبر لمبتدأ محذوف وجوباً تقديره هو طارق.
بئسَ الخلقُ الخيانةُ
بئس: فعل ماضٍ جامد مبني على الفتح.
الخلقُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
الخيانة: خبر لمبتدأ محذزف وجوباً تقديره (هي) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.


تنويه:

يجوز هنا أن نُعرب (طارق) و(الخيانة) على أنها مبتدأ مؤخر مرفوع، والجملة الفعلية (نعم القائد) خبر مقدم.


المراجع

  1. "حذف المبتدأ والخبر"، ألوكة. بتصرّف.
  2. محمو حسني مغالسة، النحو الشافي، صفحة 168. بتصرّف.
  3. مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، صفحة 258. بتصرّف.
  4. سورة يوسف، آية:83