ما هو ضمير الشأن في اللغة العربية؟

ضمير الشّأن هو من الضمائر التي تدل على المفرد الغائب أو المفردة الغائبة، ويُكنّى به عن الشّأن الذي يُراد الحديث عنه، ويُسمّى أيضًا بـ"ضمير القصّة" إذا أُريد منه المفردة الغائبة، ولا يكون إلّا بموقع المُبتدأ أو اسمًا لـ(كان وأخواتها)، أو (إنّ وأخواتها)، نحو (هو الله عظيم)، وقد يأتي على نحو مُستتر في الجملة نحو (كان العالِم منشغلٌ)، فضمير الشّأن هُنا تقديرهُ (هو).^[١]

تسمية ضمير الشأن

أطلق علماء النّحو العديد من الأسماء على ضمير الشّأن، وهي (ضمير الأمر)، و(ضمير الحكاية)، و(ضمير القصّة)، وهذا ما جعلهم يُطلقون عليه ضميرًا غير شخصيّ؛ لعدم دلالته على شيء متكلّم، إنّما على معنى الشّأن أو الأمر أو القصّة المُراد، كما أنّ علماء النّحو اختلفوا في تسميته؛ فذهب البصريون إلى تسميته بضمير (الشّأن، الأمر، الحديث) إذا دلّ على مذكّر، أمّا إذا دلّ على أنثى يُسمّونه ضمير (قصّة)، أمّا علماء النّحو الكوفيّين فقد سمّوه بضمير (المجهول)؛ لأنّه برأيهم لا يُعلَم على من يعود، وسمّوه أيضًا بضمير (العماد)، وعلى هذا النّحو تكون التّسمية البصريّة بحسب المعنى، والكوفيّة بحسب الوصف.^[٢][٣]

استخدامات ضمير الشأن

إنّ استخدامات ضمير الشّأن تعود لما كان العرب يعتادون عليه من تقديم ضمير قبل الجمل ثمّ تقوم الجملة بتفسيره، وهذا في المواقع التي يُراد بها التّفخيم والتّعظيم للشّيء، ويُعدّ استخدامه في الجمل أحد الأساليب البلاغيّة، فيكون تحصيل البلاغة من خلال إضمار الشيء المهمّ أوّلًا ثمّ تفسيره ثانيًا؛ لكونه شيئًا مبهمًا لدى النّفس فيجعلها تتطلّع وتتشوّق لفهمه، وفيما يلي بيان الفرق في المعنى عند استخدام ضمير الشّأن في السّياق الكلاميّ:^[٤]

أقسام ضمير الشأن

قسّم علماء الّلغة ضمير الشّأن إلى قسمين هما (الظّاهر والمحذوف)، ويندرج تحتهما الهيئات التي يكون عليها، وفيما يلي تفصيل ذلك:^[١]

ضمير الشّأن الظّاهر

هو الضمير الذي يتواجد بصورة واضحة في الجملة نُطقًا وكتابةً، وينقسم ضمير الشّأن الظّاهر إلى قسمين هُما:^[١]

• الضمير المنفصل: الضمير المنفصل هو الضّمير الذي يُذكر منطوقًا ومكتوبًا بشكل منفصل عن غيره، إذ لا يتّصل بأيّ عامل في الجملة، نحو (هو خالدٌ قادمٌ)، كما أنّ ضمير الشّأن المنفصل هُنا يكون (هو، هي)، ويجب الإشارة إلى أنّه يُعرب مُبتدأ للجملة الاسميّة التي تأتي بعده، وفيما يلي نموذج إعرابيّ.^[١]

• الضمير المتّصل: هو الضّمير المذكور منطوقًا ومكتوبًا، إنّما يرتبط بشكل مباشر بالنّواسخ الدّاخلة على الجملة الاسميّة (إنّ وأخواتها) فيكون اسمها، ويدخل على أفعال القلوب ليكون المفعول الأوّل فيها، وفيما يلي بيان ذلك:^[١]

ضمير الشّأن المحذوف

هو ضمير مستتر لا يتواجد منطوقًا في الجملة، إنّما يُفهم من السّياق، ويختصّ ضمير الشّأن المستتر بـ(كان وأخواتها) و(كاد وأخواتها) فيكون محلّ اسمها، ويقع مع (أن المخفّفة المفتوحة)، و(إن المخفّفة المكسورة)، باختلاف أقوال العلماء في ذلك، وفيما يلي بيان ذلك.^[١]

أحكام متعلقة بضمير الشأن

في الآتي عرض لبعض الأحكام المتعلقة بضمير الشأن:^[١]

• يأتي ضمير الشّأن بصيغة الغائب المفرد (هو، هي).
• يكون ضمير الشّأن متّصلًا بالنّواسخ كـ(إنّ وأخواتها)، و(ظنّ وأخواتها).
• يكون ضمير الشّأن مُستترًا عند اتّصاله بـ(كان وأخواتها).
• لا يعود ضمير الشّأن على شيء معيّن، إنّما على الجملة الاسميّة التي تأتي بعده.
• لا يُعطف على ضمير الشّأن ولا يخضع لقواعد التّوكيد والبدل.
• يتقدّم ضمير الشّأن على خبره دائمًا (الصّدارة له).
• لا يقع ضمير الشّأن للمتكلّم والمخاطب.
• يكون ملازماً للإفراد فلا تصحّ فيه التّثنية ولا الجمع.

تدريبات

• تدريب (1): ميزّ ضمير الشأن من غيره في الجمل الآتية.

• تدريب (2): أعرب/ي ما تحته خطّ في الجمل الآتية.

1. هو الله القويُّ.
2. هي التي تُعلِمُنا.
3. كأنّه الأوّل بين إخوته.
4. ظننته صديقًا مُخلصًا.
5. أصبح خاليًا من البشر.