علم البديع هو أحد فروع البلاغة العربية وهو العلم الذي يوشّى به الكلام ويزين بأوجه الحُسن من جهة اللفظ، أو من جهة المعنى، ومن هنا تقسم مباحث علم البديع إلى قسميْن: المحسنات اللفظية؛ وهي ما يرجع فيها الجمال إلى اللفظ كالجناس، والسجع، ورد الصدر على العجز، والمحسنات المعنوية؛ وهي ما يرجع فيها الجمال إلى المعنى كالطباق والمقابلة والتورية، وأسلوب الجمع مع التقسيم، وهو ما سيتم تسليط الضوء عليه من خلال طرح الأمثلة التوضيحية والتدريبات العملية.[١]


تــعـريـف الجـمع مع التـــقـسـيـم

هو جمع متعدد تحت حكم ثم تقسيمه، أو العكس أي تقسيم متعدد ثم جمعه تحت حكم،[٢] وأقسامه موضحة أدناه:


جمع المتعدد ثم تقسيمه

وذلك كالآتي:


مثال
توضيح
1- قول الله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ).
1- في هذه الآية تم جمع المتعدد ( الأنفس ) ثم تقسيمها، فالله الذي يقبض الأرواح عند نهاية آجالها، ويقبض الأرواح التي لم تَنْقَضِ آجالها عند النوم، فيمسك التي حكم عليها بالموت، أما التي لم يحكم عليها به فيرسلها إلى أمد محدد في علمه سبحانه، إن في ذلك القبض والإرسال والإماتة والإحياء لدلائل لقوم يتفكرون على أن الذي يفعل ذلك قادر على بعث الناس بعد موتهم للحساب والجزاء.[٣]
2- يقول المتنبي:حتى أقام على أرباض خرشنة ..... تشقى به الروم والصلبان والبيع للسبي ما نكحوا والقتل ما ولدوا.....والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا.
2- هذه الأبيات قيلت لوصف موقعة دارت بين الروم والعرب بقيادة سيف الدولة بالقرب من بحيرة الحدث، فالمتنبي هنا جمع الروم ممثلين في: (نسائهم، وأولادهم، وأموالهم، وزرعهم) تحت حكم واحد وهو الشقاء، ثم قسم ذلك الحكم إلى سبي وقتل ونهب وإحراق، وأرجع إلى كل قسم من هذه الأقسام ما يلائمه ويناسبه، فأرجع للسبي ما نكحوا، وللقتل ما ولدوا، وللنهب ما جمعوا، وللنار ما زرعوا، أي إتلاف مزارعهم بالإحراق.[٤]
3- يقول الشاعر:الرَّوْضُ يَجْمَعُ مَعْنًى فِي الحَبِيبِ فَقُلْ.....إِنْ رُمْتَ يَوْمًا بِتَقْسِيمٍ تُعَارِضُهُالغُصْنُ قَامَتُهُ، وَالوَرْدُ وَجْنَتُهُ..... وَالطَّلْعُ مَبْسِمُهُ، وَالآسُ عَارِضُهُ
3- البيتان من البسيط، وهما لابن قرقماس، حيث جمع الشاعر معنى الروض، ثم قسمه إلى غصن، وورد، وطلع.


تقسيم المتعدد ثم جمعه

وذلك كالآتي:


مثال
توضيح
يقول الشاعر:
قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوا  ضَرُّوا عدُوَّهُمُ...أَوْ حَاوَلُوا النَّفْعَ فِي أَشْيَاعِهِمْ نَفَعُوا
سَجِيَّةٌ تِلْكَ مِنْهُمْ غَيْرُ مُحْدَثَة...إِنَّ الخَلائِقَ  فاعْلَمْ  شَرُّهَا  البِدَعُ
وهو من شعر حسان بن ثابت -رضي الله عنه- حيث قسم الشاعر في البيت الأول صفة الممدوحين إلى ضر الأعداء في الحرب، ونفع الأشياع والأولياء، ثم عاد فجمعها في البيت الثاني، حيث قال: «سجية تلك».


المراجع

  1. فضل حسن عباس (2009)، أساليب البيان (الطبعة 2)، الأردن:النفائس، صفحة 360.
  2. عبدالعزيز عتيق، كتاب علم البديع، صفحة 158.
  3. مجموعة التفسير، المختصر في التفسير، صفحة 1. بتصرّف.
  4. عبد العزيز عتيق، علم البديع، صفحة 159. بتصرّف.