النعت

يدخل النعت في باب التوابع، أي التي تتبع ما قبلها بالإعراب؛ بمعنى إن كان ما قبلها مرفوعاً كانت مرفوعة، وإن كان ما قبلها منصوباً كانت منصوبة، ويأتي النعت لبيان صفة في شيء معين، على نحو: (رأيت طفلاً جميلاً) ==> (جميل): نعت أو صفة أتت لوصف الطفل، وهو منصوب لأن ما قبله (المنعوت) منصوب.[١]


وينقسم النعت إلى قسمين:

  • نعت حقيقي.
  • نعت سببي.


وفي الآتي توضيح لهما:


ما الفرق بين النعت الحقيقي والسببي؟

في الآتي بيان لأبرز الفروقات بين النعت الحقيقي والنعت السببي:[٢]


أولاً: من حيث المعنى والدلالة

  • النعت الحقيقي: يدل على معنى في اسم قبله، على نحو:
  • عاد علي المجتهد
  • ركضت في الساحة الواسعة


نلاحظ في (المجتهد، الوسعة) بأنها نعت تصف اسماً قبلها؛ (علي، الساحة) على الترتيب.


  • النعت السببي: يدل على معنى في اسم بعده له ارتباط باسم قبله، على نحو:
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا).[٣]
  • قابلتُ الطالب الناجح أخوه.


نلاحظ في الجملتين السابقتين أنّ (الظالم، الناجح) هي نعت يصف اسماً بعده (أهلها، أخوه)، وهما يرتبطان باسم قبلهما (القرية، الطالب) على الترتيب.


ثانياً: من حيث البنية والتركيب

  • النعت الحقيقي: يأتي على صور وأقسام ثلاثة، هي:
  • النعت المفرد: (رأيت رجلاً عجوزاً)، (في الحي بيت جميلٌ).
  • النعت الجملة:
  • يأتي جملة اسمية، على نحو: رأيت قطة مواؤها حزين.
  • يأتي جملة فعلية، على نحو: هناك موظف يعمل بجد.
  • النعت شبه الجملة:
  • يأتي شبه جملة ظرفية، على نحو: رأيت بيتاً تحت الأرض.
  • يأتي شبه جملة جار ومجرور، على نحو: وضعتُ كتاباً في الحقيبة.


  • النعت السببي: يأتي على صورة واحدة، وهي (الإفراد) أي يتكون من كلمة واحدة، وغالباً ما يكون لفظاً مشتقاً، على نحو:
  • زرت حديقة جميلة منظرها.
  • رأيتُ رجلاً سمحاً وجهه.


ثالثاً: من حيث العلاقة بالمنعوت

  • النعت الحقيقي: النعت يطابق المنعوت (الموصوف) في كل شيء:
  • في التذكير والتأنيث.
  • في التعريف والتنكير.
  • في العدد (الإفراد، التثنية، الجمع).
  • الإعراب (الرفع، النصب، الجر).


على نحو:

  • مسحتُ الطاولة المستديرة ==> (النعت: مستديرة)، (المنعوت: الطاولة)، وقد وافق النعت المنعوت في:
  • التأنيث.
  • التعريف.
  • الإفراد.
  • في الإعراب: النصب.


  • نجح الطلاب المجتهدون ==> (النعت: المجتهدون)، (المنعوت: الطلاب)، وقد وافق النعت المنعوت في:
  • التذكير.
  • التعريف.
  • الجمع.
  • وفي الإعراب: الرفع


  • النعت السببي:
  • يتبع النعت السببي منعوته (وهو ما قبله) في أمرين:
  • التعريف والتنكير
  • الإعراب (الرفع، النصب، الجر)
  • يتبع النعت السببي ما بعده في أمر واحد:
  • التذكير والتأنيث.
  • لا يتبع ما قبله أو بعده في العدد، حيث يأتي مفرداً دائماً.


على نحو:

  • الرجلُ الكريمُ أبوه ==> (النعت: كريم)، (المنعوت: الرجل).
  • طابق ما قبله في: التعريف، والإعراب: الرفع.
  • طابق ما بعده في: التذكير.
  • ما بعده أتى مفرداً (أبوه).


  • زيدٌ حسنٌ خلقه ==> (النعت: حسن)، (المنعوت: زيد).
  • طابق ما قبله في التعريف، وفي الإعراب: الرفع.
  • طابق ما بعده في التذكير.
  • ما بعده أتى مفرداً.


رابعاً: من حيث الوظيفة النحوية

  • النعت الحقيقي: يتبع الاسم الذي قبله في الرفع أو النصب أو الجر، على نحو:
  • شربتُ حليباً بارداً:
  • شربت: فعل ماضِ مبني على السكون لاتصاله بالتاء، و(التاء) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
  • حليباً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح.
  • بارداً: نعت منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح.


  • النعت السببي: يتبع النعت السببي الاسم الذي قبله في الرفع والنصب والجر دون النظر إلى الاسم الذي بعده، حيث يعرب الاسم الذي بعده "فاعل"، على نحو:
  • يحب الناس رجلاً صادقةً وعودُه
  • يحب: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
  • الناس: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
  • رجلاً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح.
  • صادقة: نعت منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح.
  • وعوده: فاعل مرفوع لاسم الفاعل (صادقة) وعلامة رفعه الضمة، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.


المراجع

  1. محمد عيد، النحو المصفى، صفحة 572. بتصرّف.
  2. "النعت السببي والحقيقي"، ألوكة. بتصرّف.
  3. سورة النساء، آية:75