الإبدال هو جعل حرف مكان حرف آخر مطلقًا، أي سواء أكان الحرفان صحيحين، نحو (اصتبر: اصطبر)، أو معتلين، نحو (قول: قال) أو أحدهما صحيح والآخر معتل (وراث: تراث)، والإعلال هو تغيير يطرأ فقط على أحرف العلة، إمَّا بالقلب (بيَعَ: باع) أو بالنقل (يقْوُل: يقُوْل) أو بالحذف (تَوْعِد: تَعِد)، وفي هذا المقال سنتحدّث عن إبدال أحرف العلة إلى همزة.


قلب أحرف العلة إلى همزة

تُقلب (ا - و - ي) إلى همزة في المواضع التالية:[١][٢]


إذا تطرف أحد حروف العلة الثلاثة بعد ألف زائدة

أي إذا وقع الألف أو الواو أو الياء آخر الكلمة بشرط وجود ألف زائدة قبلها، أي ألف ليست من أصل الكلمة، وتستطيع أن تعرف إذا ما كانت الألف أصلية أو زائدة عن طريق إحضار الفعل المضارع أو المصدر، كالتالي:

سماء: المصدر منها هو "السمو"، أي أنَّ أصل الهمزة واو، والألف زائدة "سماو"، فقُلبت الواو إلى همزة لأنَّها جاءت آخر الكلمة بعد ألف زائدة.

وبناء أصلها بناي، وحمراء أصلها حمرى، وكساء أصلها كساو، وبكاء أصلها بناي.


ولا يخرج الحرف عن حكم التطرف في مثل الحالات التالية:

  • غزَّاءان أصلها غزَّاوان: الألف والنون عارضات للمثنى.
  • إصغاءات أصلها إصغاوات: الألف والتاء عارضات لجمع المؤنث السالم.
  • بناءة أصلها بناية: التاء عارضة للتأنيث، أما كلمات مثل حلاوة، رماية فلا تُقلب الواو أو الياء فيهما إلى همزة، لأنَّ تاء التأنيث ملازمة لهذه الكلمات دائمًا وليست عارضة.


إذا وقع أحد حروف العلة الثلاثة بعد ألف مفاعل

أي أن تكون الكلمة على وزن مفاعل، ويكون حرف العلة فيها بعد ألف مفاعل، وفي مفرد الكلمة يكون حرف العلة حرف مد أي ليس متحركًا، ويكون زائدًا أي ليس أصليًا، ويكون الحرف الثالث في الكلمة، كما في الأمثلة التالية:

  • حلائب أصلها حلاوب: فكلمة "حلاوب" على وزن "مفاعل"، ووقعت الواو فيها بعد ألف مفاعل، ومفردها "حلوبة"، فالواو في المفرد جاءت حرف مد ثالث، وهو حرف زائد لأنَّ أصل الكلمة "حلبَ".
  • قصائد أصلها قصايد: فكلمة "قصايد" على وزن "مفاعل"، ووقعت الياء فيها بعد ألف مفاعل، ومفردها "قصيدة"، فالياء في المفرد جاءت حرف مد ثالث وزائد.
  • قلائد أصلها قلااد: فكلمة "قلااد" على وزن "مفاعل"، ووقعت الألف فيها بعد ألف مفاعل، ومفردها "قلادة"، فالألف في المفرد جاءت حرف مد ثالث وزائد.

وكذلك عجائز أصلها عجاوز ومفردها عجوز، ومدائح أصلها مدايح ومفردها مديحة، ورسائل أصلها رساال ومفردها رسالة.


إذا وقعت الواو أو الياء عينًا لاسم فاعل أُعِلَّت في فعله

يُستثنى حرف العلة "الألف" من هذا الموضع، وفي هذا الموضع تكون الكلمة على وزن "فاعل"، وتكون الواو أو الياء مكان حرف العين في فيها، وتكون الواو أو الياء حرف علة في فعل الكلمة التي على وزن فاعل، كما في الأمثلة التالية:

  • قائل أصلها قاول: فكلمة "قاول" على وزن "فاعل"، وحرف الواو جاء مكان حرف العين فيها، والفعل من هذه الكلمة هو "قال"، فيه الألف حرف علة والتي هي أصلها واو.
  • بائع أصلها بايع: فكلمة "بايع" على وزن "فاعل"، وحرف الياء جاء مكان حرف العين فيها، والفعل من هذه الكلمة هو "باع"، فيه الألف حرف علة والتي هي أصلها ياء.

وكذلك صائم أصلها صاوم وفعلها صام، وخائب أصلها خايب وفعلها خاب، وثائر أصلها ثاير وفعلها ثار.


إذا وقعت الواو أو الياء بعد حرفي علة الثاني منهما ألف مفاعل

يُستثنى حرف العلة "الألف" من هذا الموضع أيضًا، وفي هذا الموضع تكون الكلمة على وزن "مفاعل"، وتقع فيها الواو أو الياء بعد حرفي علة، ويكون الحرف الثاني منهما هو ألف مفاعل، كما في الأمثلة التالية:

  • جوائز أصلها جواوز: فكلمة "جواوز" على وزن "مفاعل"، ووقعت الواو فيها بعد حرفي علة (وا)، والحرف الثاني منهما هو ألف مفاعل.
  • صوائد أصلها صوايد: فكلمة "صوايد" على وزن "مفاعل"، ووقعت الياء فيها بعد حرفي علة (وا)، والحرف الثاني منهما هو ألف مفاعل.

وكذلك أوائل أصلها أواول، ونيائف أصلها نيايف.


إذا اجتمع واوان في أول الكلمة وجبَّ قلب الأُولى همزة

هذا الموضع خاص بالواو فقط، ويكون في الحالات التالية:

  • إذا كانت الواو الثانية ساكنة أصليّة: مثل: أولى أصلها وُوْلى.
  • إذا كانت الواو الثانية متحركة أصليّة: مثل: أُوَل أصلها وُوَل.
  • إذا كانت الواو الثانية غير منقلبة عن حرف آخر: مثل: أواصل أصلها وواصل، والواو الثانية أصلية من الفعل (وصل)، فهنا قلبت الواو الأولى همزة، وكذلك أواهب أصلها وواهب، الواو الثانية أصلية من وهب، لذا تقلب الواو الأولى همزة.


المراجع

  1. عباس حسن، النحو الوافي، صفحة 761 - 764. بتصرّف.
  2. أحمد بن محمد الحملاوي، شذا العرف في فن الصرف، صفحة 123 - 124. بتصرّف.