إنَّ منصوبات الأسماء في اللغة العربيّة كثيرة، ومنها: المفعول به، والمفعول المطلق، والمفعول لأجله، والمصدر، والمستثنى، وظرف الزمان، وظرف المكان، والحال، والتمييز وغيرها، ولكل واحد منها أحكامه وشروطه الخاصة، ولكن قد تتداخل بعض المنصوبات وتسبب الإشكال للطالب، وذلك قد يحصل ما بين التمييز والحال، وفي هذا المقال سيتم توضيح الفرق بينهما.


أوجه الاختلاف بين التمييز والحال

يُمكنك التمييز بين كل من التمييز والحال من خلال ما يلي:[١][٢]


الحال
التمييز
لبيان الهيئات، هيئة الشخص أو صاحب الحال، ونسأل عن الحال بكلمة "كيف".
مثل: رجع القائدُ منتصرًا
فلو سألنا كيف رجع القائد؟
يكون الجواب "منتصرًا".
لبيان الذوات (الواقع بعد الأعداد والمقادير أو ما يشبههما) أو لبيان جهة النسبة (وهو المحول عن فاعل أو مفعول به أو عن مبتدأ)، أو غير محول (يقع غالبًا في أُسلوب التعجب وأُسلوب المدح والذم)، ويتضمّن معنى (مِنْ) لبيان ما قبله من إجمال.
مثل: اشتريْتُ قنطارًا قمحًا.
أي اشتريْتُ قنطارًا من القمح.

يكون وصفًا مشتقًا، فقد يكون اسم فاعل أو اسم مفعول أو صيغة مبالغة أو غير ذلك من المشتقات.
- جاء الطفلُ مبتسمًا.
مُبتسمًا حال، وهو اسم مشتق من الفعل يبتسم.
يكون في الأسماء الجامدة غالبًا.
- في المختبر عشرون حاسوبًا.
حاسوبًا تمييز وهو اسم جامد أي غير مشتق.
يُمكن أن يأتي مفردًا أو غير مفرد، فقد يأتي جملة أو شبه جملة.
*ومثال على الحال المفرد: (أقبلت هند متعبةً).
*ومثال على الحال الجملة: قوله تعالى (وجاؤوا أباهم عشاء يبكون).[٣]
*ومثال على الحال شبه الجملة: قوله تعالى (فخرج على قومه في زينته).[٤]
لا يأتي إلا مفردًا، مثل قوله تعالى: (إني رأيت أحد عشر كوكباً).[٥]
يُمكن أن يأتي أكثر من حال في الجملة بدون عطف.
- قوله تعالى: (فخرج منها خائفًا يترقب).[٦]
خائفًا ويترقب حالان في الجملة بدون عطف.
لا يجوز أن يأتي أكثر من تمييز بدون عطف.
فلا يجوز أن نقول: اشتريت عشرين قلمًا كتابًا.
يجوز تقديمه على عامله.
يمكننا أن نقول: (جاء زيدٌ راكضًا) أو (راكضًا جاء زيدٌ).
لا يجوز تقديمه على عامله.
فنقول: (شاهدْت ثلاثين طالبًا في الصف) ولا يجوز أن نقول (طالبًا شاهدت ثلاثين في الصف).


أوجه الشبه بين التمييز والحال

التمييز يشبه الحال في كونه نكرة منصوبًا فضلة مبنياً ومُزيلًا للإبهام، يُقصد بـِ "فضلة" أنَّها زائدة، لكن ذلك لا يعني أنّها زائدة فيُستغنى عنها، وإنَّما يُشار بكلمة فضلة إلى أنَّها تأتي بعد أركان الجملة الأساسيّة، وكلاهما يبين الإبهام، لكن الإبهام الذي يبينه الحال يختلف عن الإبهام الذي يبينه التمييز، وفي الأمثلة التالية توضيح ذلك:[٧][٨]

  • (اشتريت عشرين وردةً): فلو قلت "اشتريت عشرين" وسكت، لكان الكلام مبهمًا، فلن يعرف السامع ماذا اشتريت، فقد أكون قد اشتريت عشرين حقيبة أو قلمًا أو بيضة أو غيرها، فجاءت كلمة "وردة" لتزيل الإبهام وتبين الذات، فهي في هذا المثال تمييز.
  • (اشتريت الورد فَرِحًا): كلمة "فرحًا" جاءت لتبين الحالة والهيئة عندما اشتريت الورد، فأزالت الإبهام عن الحالة التي كنت فيها، فقد أكون حينها فرحًا أو مُشتتًا أو مُستعجلًا أو غيرها، وهي في هذا المثال حال منصوب.


مثال تدريبي

حدّد فيما إذا كان في كل جملة مما يلي تمييز أم حال:


الجملة
تمييز/ حال
زرعْتُ فدانًا قطنًا.
قطنًا: تمييز، وهو تمييز ذات، جاء بعد مقدار/ مساحة.
قال تعالى: (وجاءوا أباهم عشاءً يبكون).[٩]
يبكون: حال، الجملة الفعليّة في محل نصب حال.
(التمييز لا يأتي إلا مفردًا، فلا يأتي جملة).
في الفصل خمسة عشر طالباً.
طالباً: تمييز ذات، جاء بعد عدد "أحد عشر".
اشتريْتُ صاعًا تمرًا.
تمرًا: تمييز ذات، جاء بعد مقدار/ كيل.
اشتريْتُ رطلًا زيتًا.
زيتًا: تمييز ذات، جاء بعد مقدار/ وزن.
عندي سقاءٌ لبنًا.
لبنًا: تمييز ذات، جاء بعد ما يُشبه المقدار "سقاء".
ومن الكلمات التي تشبه المقدار أيضًا: (مِثقال ذرة، مِلء الأرض، مِثل أُحد، سقاء، جرَّة).
طابَ محمدٌ نفسًا.
نفسًا: تمييز نسبة، محول عن فاعل، فأصل الجملة (طابت نفسُ محمد).
غرسْتُ الأرضَ ليمونًا.
ليمونًا: تمييز نسبة، محول عن مفعول به، فأصل الجملة (غرسْتُ ليمونَ الأرض).
ما أفصحكَ شاعرًا.
شاعرًا: تمييز نسبة غير محول، أُسلوب تعجب.
نعمَ الصبرُ شيمةً.
شيمة: تمييز نسبة غير محول، أُسلوب مدح.
قال تعالى: (وما أهلكنا من قرية إلّا لها منذرون).[١٠]
لها منذرون: حال، الجملة الاسميّة في محل نصب حال.
وصل مكان عمله في زيه الرسميّ
في زيه الرسمي: حال، شبه الجملة من الجار والمجرور في محل نصب حال.
غردَ العصفور فوقَ الشجرةِ.
فوق الشجرة: حال، شبه الجملة الظرفيّة في محل نصب حال.
قال تعالى: (ومَنْ يعمل مثقال ذرةٍ خيرًا يره ومَنْ يعملُ مثقال ذرةٍ شرًا يره).[١١]
خيرًا، شرًا: تمييز ذات، جاء بعد ما يشبه المقدار.
خرجَ زيدٌ مسرعًا.
مسرعًا: حال مفرد.
رتبْتُ الحجرةَ أثاثًا.
أثاثًا: تمييز نسبة، محول عن مفعول به، فأصل الجملة (رتبْتُ أثاثَ الحجرة).


المراجع

  1. خالد عبد الرحمن، النحو التطبيقي، صفحة 469 - 476. بتصرّف.
  2. فؤاد نعمة، مُلخص قواعد اللغة العربية، صفحة 75 - 78. بتصرّف.
  3. سورة يوسف، آية:16
  4. سورة القصص، آية:79
  5. سورة يوسف، آية:4
  6. سورة القصص، آية:21
  7. كاملة الكواري، التطبيق الإعرابي على كتاب الوسيط في النحو، صفحة 363. بتصرّف.
  8. كاملة الكواري، التطبيق الإعرابي على كتاب الوسيط في النحو، صفحة 374. بتصرّف.
  9. سورة يوسف، آية:16
  10. سورة الشعراء، آية:208
  11. سورة الزلزلة، آية:7 - 8