يٌعرَّف النعت (أو الصفة) على أنّه اسم تابع لاسم مُتقدّم عليه يسمّى المتبوع أو المنعوت، ليصفه أو ليصف اسماً بعده له علاقة وارتباط، كأن نقول: للمدرسةِ أبوابٌ مفتوحةٌ،[١] أو مثل (الماءُ نعمةٌ عظيمةٌ) فإنّ كلمتي (مفتوحة، وعظيمةٌ) على الترتيب هي نعت أو صفة لما قبلها.


أقسام النعت

يُقسم النعت من حيث علاقته بمنعوته إلى قسمين، وهما النعت السببي، والنعت الحقيقي، وفيما يلي بيان لكلٍّ منهما:


النعت الحقيقي

يُعرّف النعت الحقيقي على أنّه النعت الذي يدلّ على صفة في نفس متبوعه، فعندما نقول: (جاء الرجلُ المهذبُ) فإنّ كلمة (المهذّب) تُسمّى نعتاً (صفة) حيث تدل على صفة الاسم الذي يسبقها وهو (الرجل)، والذي يُطلق عليه (منعوت)، أي أنّ المتّصف بالتهذيب حقيقةً هو الرجل، وقد سُمّي بالنعت الحقيقي؛ لأنّه يجري على المنعوت لفظاً ومعنى، ويُقصد بـ (لفظاً) أي أنّه تابع له في إعرابه (سواءً رفعاً أو نصباً أو جرّاً) وأمّا (معنى) فلأنّه يشابهه في المعنى،[٢][٣] وهذا يعني أنّ حكم النعت الحقيقي هو الأغلب مطابقته للمنعوت وجوباً في الأحوال الأربعة التي يبيّنها الجدول التالي:[٤]


الحالة التي يطابق بها النعت الحقيقي المنعوت
مثال
أوجُه الإعراب، الرفع والنصب والجر
جاءَ الرجلُ العاقلُ (هنا المنعوت (الرجلُ) طابق النعت (العاقلُ) في الرفع).
رأيتُ الرجلَ العاقلَ (هنا المنعوت (الرجلَ) طابق النعت (العاقلَ) في النصب).
مررتُ بالرجلِ العاقلِ (هنا المنعوت (الرجلِ) طابق النعت (العاقلِ) في الجر).
التعريف والتنكير
ففي مثال: جاء الرجل العاقل، هنا طابق النعت منعوته في التعريف،
أما في مثال: جاء رجلٌ عاقلٌ، هنا طابق النعت منعونه في التنكير.
الإفراد والتثنية والجمع
ذهب الولدُ الذكيُّ (تطابق في المفرد).
ذهب الولدان الذكيان (تطابق في المثنى).
ذهب الأولادُ الأذكياء (تطابق في الجمع).
التذكير والتأنيث
الصديقةُ الوفيةُ خيرٌ من أختٍ شقيقةٍ (تطابق في التأنيث).
الصديق الوفيّ خير من أخ شقيق (تطابق في التذكير).


أمثلة إعرابية على النعت الحقيقي


الجملة
الإعراب
جاء أحمد العاقلُ.
جاءَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
أحمدُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة بدلاً من تنوين الضم، لأنه ممنوع من الصرف.
العاقلُ: نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
شاهدتُ الجبلَ الشامخَ.
شاهدْتُ: (شاهدْ): فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بتاء الفاعل، و(التاء): ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
الجبلَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
الشامخَ: نعت منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ذهبَ المحمدانِ الخلوقانِ.
ذهب: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
المحمدان: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
العاقلان: نعت مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى
أُحبُّ الصديقاتِ المخلصاتِ.
أحبُّ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره (أنا).
الصديقاتِ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة لأنّه جمع مؤنث سالم.
المخلصاتِ: نعت منصوب وعلامة نصبه الكسرة لأنّه جمع مؤنث سالم.


النعت السببي

يعرَّف النعت السببي على أنّه النعت الذي يدلّ على صفة في اسم له ارتباط بالمتبوع، فعندما نقول: (جاء الرجلُ المهذبُ أخوهُ) هنا صفة التهذيب ليست في الحقيقة صفة للرجل، وإنما هو صفة لما بعده وهو (الأخ)، لكن بسبب وجود ارتباط بين (الأخ) و(الرجل)، يصبح من الجائز أن نقول عن صفة الأخ (التهذيب) أنّها صفة للرجل أيضاً، ولذلك يسمّى لفظ (المهذب) في المثال نعتاً غير حقيقياً، أو نعتاً سببياً، وقد سمّي هذا النعت بـ (السببي)؛ لأنه في الحقيقة لا يكون تابعاً للاسم السابق عليه من حيث المعنى، وإنما يتجه للاسم الذي يأتي بعده،[٢][٣] ويطابق النعت السببي المنعوت في حالتين، وهما كما يوضّحهما الجدول:[٢]


الحالة التي يطابق بها النعت السببي المنعوت
مثال
أوجُه الإعراب، الرفع والنصب والجر
جاء أحمدُ الفاضلةُ أمه. (الرفع)
أشْفَقْتُ على الصبيةِ المعدمِ أَهْلُوهم. (الجر)
التذكير والتأنيث
رأيتُ محمداً الفاضلةُ أمُّه


تنبيه: النعت السببي يكون مفرداً، ويراعي في تذكيره وتأنيثه ما بعده؛ فإِن كان ما بعده مذكراً كان مثله، وإن كان مؤنثاً كان كذلك، ولا اعتبار للمنعوت في ذلك أصلاً، مثلاً نقول (جاء المحمدان العاقلُ أبوهما)، و(جاءَ سامر الفاضلةُ أمُّه).[٢]


أمثلة إعرابية على النعت السببي


الجملة
الإعراب
جاءَ سامرٌ الفاضلةُ أمُّه
جاءَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
سامرٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
الفاضلةُ: نعت سببي مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
أمُّهُ: (أمُّ): فاعل لاسم الفاعل (الفاضلة) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
 أعجبني صديقٌ خلقُهُ كريمٌ
أعجبني: فعل ماض مبني على الفتح، و(النون) للوقاية، و(الياء) ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.
صديقٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
خلقهُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وهو مضاف، و(الهاء): ضميرُ متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
كريمٌ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره
وجملة (خلقه كريم) نعت سببي للنكرة قبله وهي (صديق) وهي في محل رفع.
هذا ولدٌ حسنٌ خطهُ
هذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
ولدٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
حسنٌ: نعت سببي مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
خطهُ: (خطُّ): فاعل للصفة المشبهة (حسنٌ) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
ألقى الشاعرُ قصيدةً ماتعاً جرْسُها.
ألقى: فعل ماضٍ مبني على الفتحة المقدّرة مُنع من ظهورها التعذُّر.
الشاعرُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضم الظاهر على آخره.
قصيدةً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
ماتعاً: نعت سببي منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
جرسُها: (جرسُ): فاعل لاسم الفاعل (ماتعاً) مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره، و(الهاء) ضمير متصل في محل نصب مفعول به


تدريبات

تدريب (1): استخرج/ي النعت في الجمل التالية وبيّن/ي نوعه:


الجملة
النعت
نوعه (نعت حقيقي، نعت سببي)
ركبتُ الحصانَ الجميلَ
الجميلَ
نعت حقيقي
أقمت في المنزلِ الفسيحِ فناؤُه
الفسيحِ
نعت سببي
يحترمُ الناسُ كلَّ فتاةٍ حسنةٍ أخلاقُها


جلست في الزاوية الفاخرِة


يعجبُني الولد المهذّب


تسلقتُ شَجَرَةً غَلِيظاً جذعُها



تدريب (2): أعرب/ي الجمل التالية:


الجملة
الإعراب
شاهدتُ أحلامَ الجميلةَ
شاهدْتُ: (شاهدْ): فعل ماضٍ مبني على السكون لاتّصاله بتاء الفاعل، و(التاء): ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
أحلامَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
الجميلةَ: نعت منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ذهبَ سعيدٌ الكريمةُ أمُّه

أحببتُ الصديقين الفائزين

جاء محمدٌ الفاضلُ أبوهُ

جاءَ الزيدان العاقلان


المراجع

  1. جوزيف الياس، جرجس ناصيف، الوجيز في الصرف والنحو والإعراب، صفحة 299. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث علي الجارم، كتاب النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، صفحة 377-379. بتصرّف.
  3. ^ أ ب محمد عيد، النحو المصطفى، صفحة 574-576. بتصرّف.
  4. أحمد العليش، النعت في موطأ الإمام مالك، صفحة 49-50. بتصرّف.