ما الفرق بين الرجاء والتمني؟

في الآتي توضيح لأبرز الفروقات ما بين الرجاء والتمني:


من حيث التعريف

يعرف كلّ من الرجاء والتمني كالآتي:[١]

  • الرجاء: هو ترقب حصول أمر مرغوب قريب الحصول متوقع الوقوع، على نحو: أرجو النجاح، أرجو العودة باكراً.


  • التمني: طلب أمر مرغوب، دون أن يكون لك طمع وترقب فيه؛ قد يكون مستحيل الحصول، على نحو قول: يا ليت الشباب يعود يوماً، أو قد يكون ممكن الحصول ولكنه يصعب مناله، نحو قوله تعالى: (يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون)،[٢] إذ إنّ قارون خرج ذات يوم على قومه في زينة عظيمة، وتجمل مبالغ فيه، فلما رآه من يريد الحياة الدنيا ويميل إلى زينتها، تمنوا أن لو كان لهم مثل الذي أُعطيه، فقالوا: (يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون).




تجدر الإشارة إلى التمني يدخل في باب الإنشاء الطلبي في البلاغة، فهو طلب الشيء المحبوب وقد يكون ممكناً وقد يكون مستحيلاً، بينما الرجاء؛ ترقب حصول أمر ما، فلا يدخل في باب الطلب.




على سبيل المثال؛ لو قلت: (ليت لي داراً) فينبغي ألا يكون متوقعاً لما تتمناه؛ لكثرة التكاليف وقلة اليد، وما إلى ذلك من صعوبات، وهذا أمر ممكن غير مستحيل ولكن لصعوبة تحقيقه يكون أمراً غير متوقع ليحدث في يوم من الأيام، أما لو قلت (لعل لي داراً) فينبغي أن تكون الأسباب مهيأة، والأمر متوقع حصوله، وعليه، فالأول: صاحب تمني، والثاني صاحب رجاء.


من حيث الاستخدام

ومن حيث الاستخدام فهو كالآتي:[٣]

  • الرجاء: يكون الرجاء مع العمل وبذل الجهد.
  • التمني: يكون التمني مع الكسل دون بذل أي جهد في سبيل تحقيق الشيء.


على سبيل المثال؛ الطالب الذي يبذل جهده ويكد في الدراسة طوال الفصل ثم يرجو النجاح من الممكن أن تتحقق أمنيته، بينما الطالب الذي يلعب طوال الفصل، ولا يكترث للدراسة ثم يتمنى النجاح، فمن المستحيل أن يتحقق مراده، وعليه، فالأول: صاحب رجاء، والثاني: صاحب تمني.

والأمر نفسه مثل الفلاح الذي يهتم بزرعه والفلاح الذي لا يهتم بزرعه، وكلاهما يرجو نجاح المحصول، ولكن الأول صاحب رجاء، بينما الثاني صاحب تمني.


من حيث الأدوات

أمّا من حيث أدوات الرجاء والتمني فهي:[٤][٥]

  • الرجاء: أدوات الرجاء كثيرة، أشهرها:
  • لعل: على نحو: لعل النصر قريب.
  • عسى: على نحو: عسى أن يأتيَ زيد.


  • التمني: تتمثل أدوات التمني في الآتي:
  • ليت: ليت هي اللفظ الموضوع أصلاً للتمني، على نحو قول ابن الرومي في شهر رمضان: فليت الليل فيه كان شهراً *** ومرّ نهاره مرّ السحاب.
  • هل: على نحو قوله تعالى: "فـهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا".[٦]
  • لو: على نحو قوله تعالى: "فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين".[٧]
  • لعل: أسرب القطا هل من يُعيرُ جناحَه *** لعلي إلى من قد هويتُ أطير.




تجدر الإشارة إلى أنّ "لعل" من أدوات الرجاء في الأصل، ولكن قد تخرج عن معنى الرجاء إلى التمني لغرض بلاغي للدلالة على استحالة الأمر.




كل الأمثلة السابقة يستحيل أن تتحقق فيها المطالب والأمنيات فمثلاً:

  • في المثال الأول: ليل شهر رمضان يستحيل أن يصبح شهراً.
  • في المثال الثاني: يستحيل أن يكون لمن عصوا الله وحل عليهم العذاب أن يكون لهم شفعاء ليشفعوا لهم عند الله -عز وجل- يوم القيامة.
  • في المثال الثالث: من المستحيل أن يرجع أصحاب النار للحياة الدينا ليعملوا الصالحات، ويكونوا من المؤمنين.
  • وفي المثال الرابع: يستحيل أن يطير الحبيب إلى محبوبه بجناحين.


المراجع

  1. فضل حسن عباس، أساليب البيان، صفحة 63. بتصرّف.
  2. سورة قصص، آية:79
  3. عمر عبد الكافي، دروس الدكتور عمر عبد الكافي، صفحة 2. بتصرّف.
  4. "التمني تعريفه وأدواته"، ألوكة. بتصرّف.
  5. علي الحازم ومصطفى أمين، البلاغة الواضحة، صفحة 206. بتصرّف.
  6. سورة الأعراف، آية:53
  7. سورة الشعراء، آية:102