رد العجز عن الصدر هو أحد المحسّنات البديعية اللفظية في علم البديع في البلاغة والتي قد تأتي في كلٍّ من النثر والشعر، وقد سمّاه بعض علماء البلاغة أيضاً بـ (التصدير) فمن وجهة نظرهم تعدّ هذه التسمية أدلّ على المطلوب وأخف على المستمع، وأليق بالمقام.[١][٢]


رد العجز على الصدر في النثر

يُعرَّف رد العجز على الصدر في النثر على أنّه جعل أحد اللفظين المكررين أو المتجانسين أو الملحقين بهما في أول الفقرة واللفظ الآخر في آخرها، واعتماداً على الألفاظ المذكورة في التعريف فيمكن تقسيم رد العجز على الصدر في النثر إلى ثلاثة أقسام، وهي كما يوضّحها الجدول التالي:[٣][٤]


القسم
الدلالة
مثال لورود اللفظ الاول في أول الفقرة والثاني في آخرها:
اللفظان المكرران
أي المتّفقان في اللفظ والمعنى

قوله تعالى: (وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه).[٥]
اللفظان المتجانسان
أي المتشابهان في اللفظ دون المعنى

قول القائل: (سائلُ اللئيمِ يرجع ودمعه سائل).
اللفظان الملحقان بهما

أي المتجانسان اللذان يجمعهما: *الاشتقاق
قوله تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً).[٦]
*أو شبه الاشتقاق
قوله تعالى: (قال إني لعملكم من القالين).[٧]


رد العجز على الصدر في الشعر

يُعرَّف رد العجز على الصدر في الشعر على أنّه وقوع أحد اللفظين المكررين أو المتجانسين أو الملحقين بهما اشتقاقاً أو شبه اشتقاق في آخر البيت واللفظ الآخر في صدر المصراع (الشطر) الأول أو حشوه أو آخره أو صدر المصراع الثاني، ويرد رد العجز على الصدر في الشعر بعدّة أوجه، وفيما يلي تفصيل لتلك ألأوجه:[٢][١]

  • في اللفظين المكررين (أي المتّفقان في اللفظ والمعنى)، ويبيّن الجدول التالي الحالات المتعلّقة بهذا النوع:[٢][١]


الحالة
مثال
أن يكون أحد اللفظين المكررين في آخر البيت واللفظ الآخر في صدر (أول) المصراع الأول
تمنّت سليمى أن أموت صبابة … وأهون شيء عندنا ما تمنّت
أن يكون أحد اللفظين المكررين في آخر البيت واللفظ الثاني في حشو المصراع الأول
تمتع من شميم عرار نجد … فما بعد العشية من فرار
سقى الرمل صوب مستهل غمامه … وما ذاك إلا حبّ من حلّ بالرمل
أن يكون أحد المكررين في آخر البيت واللفظ الثاني في آخر المصراع الأول
ومن كان بالبيض الكواعب مغرما … فإني بالبيض القواضب مغرما
أن يكون أحد المكررين في آخر البيت واللفظ الثاني في صدر المصراع الثاني
وإن لم يكن إلا معرج ساعة … قليلا فإني نافع لي قليلها


  • في اللفظين المتجانسين (أي المتشابهان في اللفظ دون المعنى)، ويبيّن الجدول التالي الحالات المتعلّقة بهذا النوع:[٢][١]


الحالة
مثال
أن يكون أحد اللفظين المتجانسين في آخر البيت واللفظ الآخر في صدر المصراع الأول
دعاني من ملامكما سفاها … فداعي الشوق قبلكما دعاني

فلفظ (دعاني) الأول يعدّ فعل أمر ويعني اتركاني، أمّا لفظ (دعاني) في آخر البيت فهو فعل ماضٍ من الدعاء بمعنى الطلب
أن يكون أحد اللفظين المتجانسين في آخر البيت واللفظ الثاني في حشو المصراع الأول
وإذا البلابل أفصحت بلغاتها … فانف البلابل باحتساء بلابل

فلفظ (البلابل) الأول تُشير إلى البلبل وهو الطائر المعروف، أمّا لفظ (البلابل) الثاني فهو يشير إلى جمع بَلبَال، وهو شدة الحزن والهم، ولفظ (البلابل) الثالث فهو يشير إلى جمع بلبلة وهو إبريق الخمر
أن يكون أحد المتجانسين في آخر البيت واللفظ الثاني في آخر المصراع الأول
فمشغوف بآيات المثاني … ومفتون برنات المثاني

فلفظ (المثاني) الأول يشير إلى القرآن الكريم، أمّا لفظ (المثاني) في آخر البيت يشير إلى المزامير، فاللفظان متشابهان لفظاً مختلفان في المعنى
أن يكون أحد المتجانسين في آخر البيت واللفظ الثاني في أول المصراع الثاني
أمّلتهم ثم تأمّلتهم … فلاح لي أن ليس فيهم فلاح

(فلاح) الأول فعل ماض بمعنى ظهر وبدا، و (فلاح) في آخر البيت اسم من الإفلاح بمعنى الفوز، فاللفظان متشابهان لفظا مختلفان معنى


  • في اللفظين الملحقين بالمتجانسين للاشتقاق ولشبه الاشتقاق، ويبيّن الجدول التالي الحالات المتعلّقة بهذين النوعين:[٢][١]


الحالة
مثال (في اللفظين الملحقين بالمتجانسين للاشتقاق )
مثال (في اللفظين الملحقين بالمتجانسين لشبه الاشتقاق )
أن يكون اللفظان الملحقان بالمتجانسين يجمعهما الاشتقاق أو شبه الاشتقاق في آخر البيت واللفظ الآخر في صدر المصراع الأول
ضرائب أبدعتها في السماح...فلسنا نرى لك فيها ضريبا
ولاح يلحى على جري العنان إلى...ملهى فسحقاً له من لائح لاح
أن يكون اللفظان الملحقان بالمتجانسين يجمعهما الاشتقاق أو شبه الاشتقاق في آخر البيت واللفظ الثاني في حشو المصراع الأول
إذا المرء لم يخزن عليه لسانه … فليس على شيء سواه بخزان
لو اختصرتم من الإحسان زرتكمو … والعذب يهجر للإفراط في الخصر
أن يكون اللفظان الملحقان بالمتجانسين يجمعهما الاشتقاق أو شبه الاشتقاق في آخر البيت واللفظ الثاني في آخر المصراع الأول
فدع الوعيد فما وعيدك ضائري... أطنين أجنحة الذباب يضير؟
ومضطلع بتلخيص المعاني...ومطلع إلى تخليص عاني
أن يكون اللفظان الملحقان بالمتجانسين يجمعهما الاشتقاق لأو شبه الاشتقاق في آخر البيت واللفظ الثاني في صدر المصراع الثاني
وقد كانت البيض القواضب في الوغى… بواتر فهي الآن من بعده بتر
لعمري لقد كان الثريا مكانه...ثراء فأضحى الآن مثواه في الثرى


تدريبات

تدريب (1): وضح/ي حالة رد العجز على الصدر في الأبيات الشعرية التالية:


بيت الشعر
الحالة
 سكر هوى وسكر مدامة … أنى يفيق فتى به سكران
أحد اللفظين المكررين في آخر البيت واللفظ الآخر في صدر المصراع الأول
سقى الرمل صوب مستهل غمامه … وما ذاك إلا حبّ من حلّ بالرمل

ذوائب سود كالعناقد أُرسلت فمن أجلها منَّا النفوس ذوائب

سريع إلى ابن العم يلطم وجهه وليس إلى داعي النَّدى بسريعِ


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج عبد العزيز عتيق، علم البديع، صفحة 225-232. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج عبد الرحمن المقري، "البديع اللفظي عند السيوطي ( تأصيل للمصطلح ورؤية فى المضمون )"، حولية كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية، العدد 31، المجلد 7، صفحة 481-485. بتصرّف.
  3. أحمد أمين الشيرازي، البليغ في المعاني والبيان والبديع، صفحة 292-293. بتصرّف.
  4. سورة الأحزاب، آية:37
  5. سورة نوح، آية:10
  6. سورة الشعراء، آية:168