يُنصب الفعل المضارع بعد أن كان مرفوعًا -وهو الأصل فيه- عند دخول أدوات النّصب عليه، فينُصب إمّا بالفتح الظّاهر أو المُقدّر، وقد يُنصب بحذف النّون، وفيما يلي عرض النّواصب للفعل المضارع بشكل تفصيليّ.[١]


تقسيم حروف نصب الفعل المضارع

هي الحروف الدّاخلة على الفعل المُضارع والنّاصبة له بعدما كان مرفوعًا في أصله، وتُقسّم حروف النّصب إلى حروف تنصب بنفسها وهي (أن، لن، كي إذن)، وأخرى تنصب بأنْ المُضمرة وُجوبًا أي؛ مُقدّرة بعد خمسة حروف، هي: (لام الجحود، حتّى، أو، فاء السّببيّة، واو المعيّة)، ولكن قد يُنصب الفعل الضارع جوازًا بأن المضمرة ضمن شروط وجب تحقّقها، وهي:[٢]

  • أن يقع الفعل المضارع بعد أحد حروف العطف، نحو (الواو، الفاء، ثمّ، أو).
  • أن يسبق حرف العطف اسم، ويكون مصدرًا على الأغلب.
  • في بعض الأحوال الشّاذة التي نُقلت عن العرب.


حروف نصب الفعل المضارع

وحروف نصب الفعل المضارع تتمثل في الآتي:

  • أنْ: هي حرف نصب ومصدريّ في نفس الوقت؛ بسبب تأويلها مع الفعل المضارع الذي بعدها بمصدر، ويتمّ استخدامها ضمن أربعة استخدامات عند أهل النّحو، وهي:[٢][٣]


الاستعمال
توضيح
المِثال
المفسّرة
وهي ليست حرف نصب، وتكون مفسّرة إذا جاءت في الكلام بعد كلام يأتي بمعنى القول، نحو (أشار، أوحى، أرسل، كتب، عرف،..).
بلغ القائدُ إشارةً أن أطلقُوا الرصاص.
الزّائدة
هي ما تقع في حشو الكلام، وهي ليست حرف نصب، ولا بأس بحذفها من الكلام، وتأتي غالبًا بعد (لمّا الحينيّة)، وبين القسم وأداة الشّرط، وأيضًا بعد حرف الجرّ "الكاف".
لمّا أن ناداني الواجبُ أجَبْت.
المخفّفة من الثّقيلة
هي التي يكون أصلها (أنّ) النّاسخة التي تدخل على الجملة الاسميّة، ولكنْ تمّ تخفيفها، وتقع بعد اليقين، أمّا الواقعة بعد الظّن تكون مخفّفة من الثّقيلة مع نصبها للفعل المضارع.
علمتُ أنْ ستسافرُ اليوم.
مصدريّة
يتمّ تأويلها مع ما بعدها من فعل مضارع منصوب إلى مصادر، لذلك هي حرف نصب.
من الضَّارِّ أنْ تُعَاشِرَ متبلّدَ الإحساس.


  • لن: حرف نصب يُفيد النّفي والاستقبال، ويكون الفعل المضارع بعدها مُعيّنًا للمستقبل، نحو (لن أخونَ العهد ولن أقصّرَ في الواجب).[٢][٣]


  • كي: يتمّ استعمالها في عدّة مواضع هي:[٢][٣]


الاستعمال
التّوضيح
المِثال
حرف مصدريّ ونصب
تعمل نفس عمل أن النّاصبة للفعل المضارع، كما يسبقها حرف الجرّ "الّلام".
وأحضرتُ الطبيب لكي يراك.
حرف تعليل وجرّ
يفصل بينها وبين الفعل المضارع أن مصدريّة.
دعوتُ الله كيما أنْ يُسَاعِدَنِي.
حرف مصدري ونصب -أو- تعليل وجرّ "لعا وجهان"
تأتي هذه الحالة عند اختفاء علامات أيّة منهما، فجاز توجيهها أيّما توجيه.
الاستقامةُ عاملٌ مهمٌّ كي يتحقَّقَ الأمل.


  • حتّى: تستخدم حتّى في عدّة مواضع عند أهل الّلغة، وهي:[٢][٣]


الاستعمال
التّوضيح
المِثال
حرف جرّ
لا ينصب الفعل المضارع.
وسنحرّرُ أرضَنا حتى آخرِ شبرٍ فيها.
حرف عطف
لا ينصب الفعل المضارع.
وشمِلَ عدلُ عمرَ الرّعية حتى الظلمةَ.
حرف ابتداء
لا ينصب الفعل المضارع.
وطالتْ سهرَتُنا حتى انصرفنا في الفجر.
حرف نصب
ينصب الفعل المضارع، بشرط أن يكون الفعل الذي بعده مُستقبلًا لِما قبله.
كلُّ إنسانٍ بريءٌ حتى تثبت إدانَتُه.


  • إذن: حرف نصب وجواب وجزاء، وتأتي في موقع لجواب كلام يسبقها، ويجب أن يتوافر فيه عدّة شروط لتقوم بنصب الفعل المضارع، هي:
  • أوّلها أن تقع في أوّل جملة الجواب؛ بحيث لا يتقّدمها شيء، وإلّا كانت في حشو الكلام، فيُرفع الفعل المضارع بعدها.
  • ثانيها أن يحمل الفعل بعدها معنى الاستقبال.
  • ثالثها أن تكون إذن متّصلة بالفعل، فلا يفصل بينها وبين الفعل المضارع شيء وإلّا كان حكم الفعل هو الرّفع، ولكنْ استثني من هذا الشّرط أن يتمّ الفصل بينهما بقسم، فلا بأس بذلك، نحو قول أحدهم (سأنتبهُ للأسَاتذةِ وأذاكرُ بفهْم)، فيردّ آخر (إذن والله تتفوَّقَ).[٢][٣]


  • لام الجحود: تفيد النّفي المؤكّد، وغالبًا ما تقع بعد (ما كان) أو (لم يكن)، ويكون الفعل بعدها منصوبًا بأنْ المضمرة وجوبًا، نحو (وما كان أحدٌ ليتوقّعَ أن يحدُثَ ما حَدث).[٢][٣]


  • لام التّعليل: يكون ما بعدها سبب لما سبقها، فيكون ما قبلها مترتّب على ما بعدها، كما يكون الفعل المضارع بعدها منصوبًا بأن المضمرة جوازًا، نحو (جاهد الرسولُ ليُسلمَ النَّاس، ورفض الطغاةُ ليعاندوه).[٢][٣]


  • لام العاقبة: هي لام الصّيرورة أو لام المآل، فيكون ما بعدها غير مُتوّقع عند النّظر إلى ما قبلها، فيكون مُفاجئًا، ويكون الفعل المضارع بعدها منصوبًا بأن المضمرة جوازًا، نحو (فهاجموا مواقعَ الطيرانِ لينتصروا انتصارًا مُذهِلاً).[٢][٣]


  • فاء السّببيّة: سُمّيت بذلك لأنّ ما بعدها يترتّب على ما يسبقها؛ فكأنّه السّبب لوقوعه، ويكون الفعل المضارع بعدها منصوبًا بأن المضمرة وجوبًا إذا سُبقت بأساليب الطّلب، مِثل: (الأمر، والنّهي، الدّعاء، الاستفهام، العرض، التّحضيض، التّمني، الرّجاء)، نحو (ليتني كنتُ معهم فأفوزَ فوزًا عظيمًا)، أو أن يسبقها نفي نحو (لا يُقضى عليهم فيفرحوا).[٢][٣]


  • أو: يأتي الفعل المضارع بعد (أو) منصوبًا بأن المضمرة، عندما يحمل معنيين اثنين؛ الأوّل أن يكون بمعنى (إلى) نحو (لألْزَمَنَّك أو تقضيَني حقّي)، أو أن يكون بمعنى (إلّا) نحو (لأقتلَنَّ الكافِرَ أو يُسْلِمَ).[٢][٣]


  • واو المعيّة: معناها واو المصاحبة، والتي تقوم بربط ما بعدها بما قبلها، ويتمّ تمييزها من خلال القدرة على استبدالها بـ(مع)، فلا يختلّ المعنى، وتنصب هذه الواو الفعل المضارع بأنْ المضمرة وجوبًا، بذات المواضع التي ترد فيها (الفاء السّببيّة) أي؛ قبل جمل النّفي والطّلب، نحو (الإنسانُ الذكيُّ لا يعتدي على الناس ويأخُذَ حِذْرَه منهم)، و(فلا تُسَالِم النَّاسَ وتأمنهم، فإنّ ذلكَ بَلاهَة).[٢][٣]


تدريبات

  • عيّن/ي أداة النّصب في الجمل الآتية:


الجملة
أداة النّصب
أحبّ أن تفهمَ.

لن ينجحَ الكسلان.

إذن تربحَ تجارتك.

خرجت كي أتنزهَ.

خذ القلمَ لتكتبَ.

لم أكن لأفوزَ لولا تدريبك.

لأنتظرنّ حتى تظهرَ النتيجة.

لأكافحنّ في الحياة أو أصلَ.

ألا تستغفر الله فيتوبَ عليك.


المراجع

  1. حسن عبد الغفار، كتاب شرح الآجرومية، صفحة 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س محمد عيد، النحو المصفى، صفحة 352-371. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز صالح السامرائي، كتاب معاني النحو، صفحة 382-335.