ما هي الصورة الشعرية؟

يجمع الأدباء والنقاد على أن ما يميز الشعر عن بقية الفنون الأخرى عنصرين؛ الصورة، والموسيقى، بل وأشار البعض إلى أنّ الشعر في جوهره ما هو إلا تعبير بالصورة.[١]


وتُعرّف الصورة الشعرية بأنها تركيب لغوي لتصوير معنى لوجود علاقة بين شيئين يمكن تصويرهما بالتجسيد أو المشابهة أو التشخيص، كما تعرف بأنها تشكيل لغويّ يكونها خيال فنان أدبي باستخدام معطيات متنوعة ومختلفة.[٢]


وعليه، فالصورة الشعرية سمة بارزة من سمات العمل الأدبي، وإحدى المكونات الأصيلة الأساسية في العمل الشعري، ولأهميتها أولاها النقاد أهمية بالغة قديماً وحديثاً، وكان أول من لفت النظر إليها وطرح فكرتها الجاحظ، المتوفى عام 255هـ، حين قال: "إنما الشعر صناعة، وضرب من النسيج، وجنس من التصوير".[١]


ما هي مكونات الصورة؟

تتكون الصورة من:[٣]

  • اللغة: وتتمثل في حسن اختيار الألفاظ التي تعبر وتعكس التجربة الوجدانية.
  • الخيال: ويتمثل في قدرة الشاعر على توليد صور تثير خيال المتلقي.
  • العاطفة: وترتكز العاطفة على ما يعتمل في نفس الشاعر من أحاسيس ومشاعر.


ما هي أنواع الصور الفنية الشعرية؟

تقسم الصورة الشعرية إلى الصورة المفردة، والمركبة، والكلية، وبيانها في الآتي:[٣]

  • الصورة المفردة: ويكتفي الشاعر بتصوير التشابه الظاهر والحقيقي بين الأشياء، دون أن يستخدم المعنى النفسي، على نحو قول البارودي:

أرعى الكواكب في السماء كأن لي عند النجوم رهينة لم تدفع

زهــر تألـــق في الفضـــاء كأنــها حببٌ تردّد في غدير مترعِ


شبه الشاعر في البيت الثاني النجوم بالفقاعات المتلألئة فوق سطح الماء، وبالتالي فهنا صورة شعرية شكلها الشاعر عبر تركيب لغوي، عاطفي، خيالي، لتصوير معنى يجمع بين شيئين من خلال علاقة المشابهة، وبما أن الصورة جاءت تشبيه مفرد بمفرد، فهي صورة مفردة.


  • الصورة المركبة: والصور التي يجمع فيها الشاعر بين ما تراه عينه وما تشعر به نفسه وعاطفته، على نحو قول الشاعر محمد بن إبراهيم:

قريضي توحيه إلى قريحتــــــي فأشدو بد شدواً به يخلـــــــب اللبُّ

معانيه لي قد أسرفت عن لثامها ويأتي ذلولاً منه لي يسهل الصعب


في البيتين السابقين نجد أن الشاعر اعتمد لتشكيل صورته الفنية على اللغة والعاطفة والخيال، فشبه موهبته الشعرية (وهي صورة معنوية) في وضوحها وجلائها بأنها صورة امرأة تظهر محاسن وجهها (وهي صورة مادية)، فجاءت الصورة متداخلة ومركبة بين ما هو معنوي ومادي باستخدام عنصر التجسيد.


  • الصورة الكلية: تكتمل في هذه الصورة المعاني التجسيدية، والنفسية، والتعبيرية للتعبير عن التجربة، على نحو قول الشاعر:

حمامةَ الرَّوْضِ قد هَيَّجْتِ أشْجَانِي لَمََّا شَدَوْتِ بلحن منك أبكانــــــــــــي

هل أنت مثلي في وَجْدٍ وفي شَجَـنٍ نَأََيْتِ قبلي عن أَهْلٍِ وجيــــــــــــــرانِ

هيا نُرَدِّد أهازيجاً مُرَوِّعَــــــــــــــة نَعْزِفُ على وَتْرٍ في القلب رَنَّــــــــانِ

فكل ما هنا يدعو لأغنيــــــــــــــــة أسِيفَـــــة، من فؤاد مِثْلِ بُرْكَـــــــــانِ


في الأبيات السابقة؛ وظف الشاعر صورة الحمامة في مجموعة من المعاني التي يعاني منها الشاعر، مثل: الوحدة، الغربة، الشجن، إلى حدّ تمازج واختلاط مشاعره بصورة الحمامة بكل مكوناتها، وبالتالي فهي صورة كلية، وقد جاءت الصور مركبة تجمع بين مشاعر الشاعر (صورة معنوية) وبين صورة الحمامة (صورة مادية).


المراجع

  1. ^ أ ب رابح محوي، الصورة الشعرية في ديوان الأمير أبي الربيع سليمان، صفحة 21. بتصرّف.
  2. صوراية جودر، وسعيدة شنفاوي، الصورة الشعرية دراسة أسلوبي في ديوان مفدي زيكريا، صفحة 11. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ألو سكول، الصورة الشعرية، صفحة 2. بتصرّف.