بحرالخفيف هو أحد بحور الشعر العربي التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي، وهو من أجمل بحور الشعر وأكثرها خفةً ورقّةً، كما أنّه من أكثر البحور موسيقيةً، لذلك أكثَرَ الشعراء من النظم على بحر الخفيف، هذا فضلاً عن كونه ملائمًا للتعبير عن مشاعر الفرح والحزن والرثاء والتصوير النفسيّ للانفعالات والخلجات، وهو بحر ثنائيّ التفعيلة، يتألّف من ست تفعيلات، ويرتكز بناؤه على تفعيلتي (فاعلاتن) و(مستفعلن)، لذلك تفعيلات هذا البحر ممزوجة؛ أي أنها غير صافية، وينتمي إلى دائرة المشتبه وهي الدائرة العروضية الرابعة والتي تضم ستة بحور، هي: السريع، والمنسرح، والخفيف، والمضارع، والمقتضب، والمجثث.


سبب تسمية بحر الخفيف

سُمّي البحر الخفيف بهذا الاسم؛ لخفته فهو أخفّ السباعيات، وتأتي هذه الخفة من كثرة أسبابه الخفيفة، وهذه الخفة جعلته خفيفًا على الروح في جملته، طريًا عند سمعه، وسهلًا عند تقطيعه.[١]


مفتاح البحر الخفيف ووزنه

مفتاح بحر الخفيف، هو:


يا خفيفًا خفّت به الحركات
فاعِلاتُن مُستَفْعِلُن فاعِلاتن


أمّا وزنه فهو:


فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
- ب - -/- - ب -/- ب - -
- ب - -/- - ب -/- ب - -


تفعيلات بحر الخفيف

يجيء بحر الخفيف تامًا وقد يجيء مجزوءًا (وهو ما حذفت منه التفعيلة الأخيرة في كل شطر)، وفي حال كونه تامًا تكون (فاعلاتن) هي التفعيلة الأخيرة في الشطر الأول (يعني تكون العروض في البيت)، وتكون هي التفعيلة الأخيرة في الشطر الثاني (أي تكون الضرب في البيت) وترد كذلك في الحشو، ولكنها لا ترد بصورة واحدة فقط بل تتغير تبعًا لاختلاف التغيير الذي يطرأ عليها، وفي الآتي عرض للتغييرات التي تطرأ على تفعيلة (فاعلاتن):[٢]


التغيير
التفعيلة
رمزها
حذف الحرف الثاني الساكن (الألف)
فَعِلاتن
ب ب - -
حذف المقطع الأخير (تُن)
فاعلا
- ب -(تشبه فاعلن)
حذف الثاني الساكن + المقطع الأخير
فعِلا
ب ب -
حذف الحرف السابع الساكن (النون)
فاعلات
- ب - ب
حذف الثاني الساكن + تسكين الثالث
فعْلاتن
- - -


أما التغييرات التي تطرأ على تفعيلة (مستفعلن) وذلك في العروض والضرب حال كونه مجزوءًا، أو في الحشو:


التغيير
التفعيلة
رمزها
حذف الحرف الثاني الساكن (السين)
مُتَفْعلن
ب - ب -
حذف الثاني الساكن + السابع الساكن
مُتفْعل
ب - -


مجزوء بحر الخفيف

يأتي مجزوء بحر الخفيف على الوزن الآتي:


فاعلاتن / مستفعلن
فاعلاتن / مستفعلن
- ب - -/ - - ب -
- ب - -/ - - ب -


ومثاله قول الشاعر:


البيــت الشعـري
نام صحبي ولم أنم
من خيال بنا ألمّ
الكتابة العروضية
نا/ م / صح/ بي/ و/ لم/ أ/ نم
من/ خ/ يا/ لن/ ب/ نا/ أ/ لم/
رمـوز التفعــيلة
- ب - -/ ب - ب -
- ب - -/ ب - ب -
تفعيـلات البيــت
فاعلاتن/ متفعلن
فاعلاتن/ متفعلن
العروض ونوعها
متفعلن
مخبون
وذلك هو الغالب في المجزوء
الضرب ونـوعه
متفعلن
مخبون


نماذج شعرية على البحر الخفيف

في الآتي بعض النماذج الشعرية على البحر الخفيف:


البيــت الشعـري
غير أن الفتى يلاقي المنايا
كالحات ولا يلاقي الهوانا
الكتابة العروضية
غي/ ر / أن/ نل/ ف/ تى/ ي/ لا/ قل/ م/ نا/ يا
كا/ ل/ حا/ تن/ و/ لا/ ي/ لا/ قل/ ه/ وا/ نا
رمـوز التفعــيلة
- ب - -/ ب - ب -/ - ب - -
- ب - -/ ب - ب -/ - ب - -
تفعيـلات البيــت
فاعلاتن/ متفعلن/ فاعلاتن
فاعلاتن/ متفعلن/ فاعلاتن
العروض ونوعها
فاعِلاتن
صحيحة
الضرب ونـوعه
فاعِلاتن
صحيحة


البيـت الشعري
خلّ عنك الأسى وعش مطمئنا
في ظلال المنى ودفء الهوى
الكتابة العروضية
خل/ ل/ عن/ كل/ أ/ سى/ و/ عش/ مط/ م/ ئن/ نن
في/ ظ/ لا/ لل/ م/ نى/ و/ دف/ ءل/ ه/ وى
رمـوز التفعيـلة
- ب - -/ ب - ب -/ - ب - -
- ب - -/ ب - ب -/ - ب -
تفعيلات البيـت
فاعلاتن/ متفعلن/ فاعلاتن
فاعلاتن/ متفعلن/ فاعلن
العروض ونوعها
فاعِلاتُن
صحيحة
الضرب ونوعه
فاعِلن
محذوف
-وهذا الضرب من الخفيف نادر الاستعمال-.


البيت الشعري
إن قدرنا يومًا على عامرٍ
ننتصف منه أو ندعه لكم
الكتابة العروضية
إن/ ق/ در/ نا/ يو/ من/ ع/ لا/ عا/ م/ رن
نن/ ت/صف/ من/ ه/ أو/ ن/ دع/ هو/ ل/ كم
رموز التفعيـلة
- ب - -/ - - ب -/ - ب -
- ب - -/ ب - ب -/ - ب -
تفعيلات البيت
فاعلاتن/ مستفعلن/ فاعلن
فاعلاتن/ متفعلن/ فاعلن
العروض ونوعها
فاعِلُن
محذوفة
الضرب ونوعه
فاعِلُن
محذوفة


تدريبات تطبيقية

التدريب الأول: اقرأ الأبيات التالية قراءة سليمة، ثم زنها على ميزان بحر الخفيف، ثم بيّن تفعيلتي العروض والضرب في كلٍّ منها:

  • وإذا كانت النفوس كبارًا *** تعبت في مرادها الأجسام.
  • عش عزيزًا أو مُت وأنت كريم *** بين طعن القنا وخفق البنود.
  • كلما رحّبت بنا الأرض قلنا *** حلبٌ قصدنا وأنت السبيل.
  • ما لنا في الندى عليك اختيار *** كل ما يمنح الشريفُ شريفُ.
  • كيف أرجو الصلاح من أمر قوم *** ضيّعوا الحزم فيه أي شيء
  • نام صحبي ولم أنم *** من خيال بنا ألمْ


التدريب الثاني: الأبيات التالية من بحر الخفيف، اقرأها قراءة صحيحة ثم اكتبها كتابة عروضية، وقم بتقطيعها حسب تفاعيلها:


  • وإذا لم يكن من الموت بُدّ فمن المعجز أن تكون جبانا
  • ليس من عاش ساعيا في اجتهاد كالذي عاش دائم الكسل


المراجع

  1. غازي يموت، بحور الشعر العربي، صفحة 161. بتصرّف.
  2. محمود مصطفى، أهدى سبيل إلى علمي الخليل، صفحة 80-81. بتصرّف.