ما هو الشعر الحر؟

الشعر الحر أو كما يعرف بشعر التفعيلة؛ سمي بذلك لأنه تحرر وتجاوز البنية الموسيقية للقصيدة العمودية (الكلاسيكية)، فهو كما تقول نازك الملائكة: (هو شعر ذو شطر واحد ليس له طول ثابت وإنما يصح أن يتغير عدد التفعيلات من شطر إلى شطر) وتشير أيضاً إلى أنه شعر يقوم على وحدة التفعيلة، فالحَكم يتمثل في أن تكون التفعيلات في الأسطر متشابهة تمام التشابه دون النظر إلى عدد التفعيلات في كل سطر.[١]


ما هي أنواع القافية في الشعر الحر؟

بداية تعرف القافية إلى أنها: آخر ساكن في البيت إلى أول ساكن يليه مع المتحرك الذي قبله، على نحو:

وما المرء إلا ذكره بفضيلة *** وما ذكره إلا فعاله والكسْبُ

القافية في البيت الشعري ==> وَلْكسبُوْ


تأتي القافية في الشعر الحر على أنواع عدة، يذكر منها:


القافية المرسلة

وهي القافية التي لا يتوحد فيها الروي في الأسطر الشعرية، وذلك على نحو قصيدة (مائدة الفرح الميت) للشاعر محمد إبراهيم، حيث يقول:[٢]

ينبتُ ظلي في مرآة الحائط

ينبت ظلك في مرآة السقف

نتواجه، نجلس

نقتسم الصمت وأقداح الشاي البارد

تفصلنا مائدة الفرح الميت

تتحرك فينا أوراق الخريف الماضي

تتعرى أغصان العزلة

وتهمهم بين جوانحها الأسئلة البلهاء

من أين؟ وكيف؟ ولماذا؟




نلاحظ في الأبيات السابقة أن كل سطر من الأسطر الشعرية السابقة اختلف حرف الروي فيه عن الذي يليه، فلا يوجد حرف روي جاوب روياً في سطر آخر.




القافية المتتابعة

وهي القافية التي يتكرر فيها الروي بشكل متتابع في سطرين أو أكثر، لينتقل الشاعر بعد ذلك إلى روي آخر، على نحو قصيدة (رؤيا في عام 1956) للشاعر بدر شاكر السياب، حيث يقول:[٣]

تُدعى لتُساق إلى العدم

عشتار العذراء الشقراء مسيل دم

صلّوا هذا طقس المطر

صلّوا هذا عصر الحجر




نلاحظ من الأبيات السابقة أنّ الروي (حرف الميم) توحد في سطرين؛ (العدم - الدم)، وتوحد الروي (حرف الراء) في سطرين آخرين في (المطر / الحجر).




القافية المركبة

وهي أنجح أنواع التقفية في الشعر الحر، حيث يبدأ الشاعر بقافية ثم يتركها ليعود إليها، وتظل تتردد في الأسطر الشعرية، ليجعل منها خاتمة لقصيدته، على نحو قصيدة (أجمل حب) للشاعر محمود درويش، حيث يقول:[٣]

أتعلمُ عيناك أني انتظرتُ طويلا

كما انتظر الصيف طائرْ

ونمتُ كنوم المهاجرْ

فعين تنام، لتصحو عين... طويلا




نلاحظ في الأبيات السابقة أن السطر الأول والأخير انتهى بروي واحد؛ (طويلا - طويلا)، وهذا ما يسمى بالقافية المركبة.

ولكن السطر الشعري الثاني والثالث (طائر - مهاجر) تضمن قافية متتابعة -السابق شرحها-




القافية والشعر الحر

القافية ليست عنصراً أساسياً من عناصر الشعر الحر -وإنْ وجدت فيه-؛ إذ إنّ الشعر الحر قام على أساس التخفف والتحرر من القافية، بعد أن أسرف بعض الشعراء في استخدامها والتقيد بها.[٤]


فيمكن القول بأن القافية في الشعر الحر هي كلمة (ما) من بين كلمات اللغة، يستدعيها السياق المعنوي والموسيقي، بحسب ما تقتضيه النغمة الموسيقية مع انتهاء الدفقة الشعورية؛ فتكون هي الكلمة التي تضع للسطر الشعري نهاية ترتاح النفس للوقوف عليها،[١] وقد أتاح ذلك للشعراء فرصة صياغة القصيدة في أشكال أكثر شمولاً وحرية من القصيدة العمودية.


وعليه، فالقافية في الشعر الحر قد تأتي متنوعة تختلف من سطر لآخر، على نحو قصيدة (الطيور) للشاعر أمل دنقل، والذي يقول فيها:[٥]

والطُّيُورُ التي لا تَطيرْ

طوتِ الريشَ، واستَسلَمتْ

هل تُرى علِمتْ

أن عُمرَ الجنَاحِ قصيرٌ.. قصيرْ؟!

الجناحُ حَياة

والجناحُ رَدى

والجناحُ نجاة

والجناحُ.. سُدى


المراجع

  1. ^ أ ب الجامعة المستنصرية، الشعر الحر، صفحة 2. بتصرّف.
  2. محمد حماسة عبد اللطيف، البناء العروضي للقصيدة العربية، صفحة 249. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "بحث في القافية"، المكتبة الشاملة الحديثة. بتصرّف.
  4. محمود علي السمان، أوزان الشعر الحر وقوافيه، صفحة 106. بتصرّف.
  5. "الطيور"، الديوان. بتصرّف.